فتحت أحلام باب البلكونة، ودخلت تبص منها، مسكت الشال اللي على كتفها تضمه على صدرها لما حست بالبرد الشديد وتمنع انه يطير من الرياح القوية:
أحلام(لنفسها وهي ماسكة تليفونها بتتصل بجوزها): يا ترى اتأخرت كل ده ليه يا صادق، وتليفونك مقفول كمان ، هات العواقب سليمة يا رب.
وبعد مرور بعض الوقت، شافت نور جاي من بعيد قربت من سور البلكونة وابتسمت بسعادة لما اتاكدت انه جوزها.
ركن صادق العربية ورفع راسه شافها واقفة في البلكونة،شاور لها ودخل على باب البيت، وهي قفلت البلكونة وجريت عشان تفتح له الباب:
أحلام: كدة برده يا صادق، كل ده تأخير، مش كنا اتفقنا بلاش تأخير وشغل بليل ده مالوش لازمة.
صادق( وهو يشدها من يدها ويقعد جمبها على الكنبة): حقك علية يا حبيبتي، انا عارف اني قلقتك علية، بس بيني وبينك قابلت زبون طلب مني أوصله واتفق معايا على مبلغ حلو أوي ، قولت فرصة.
أحلام: والله انا مبخافش غير من زباين أخر الليل دول، وكمان مبحبش الشغلانة دي كلها.
صادق: يا شيخة حرام عليكي، وبعدين احمدي ربنا ان العربية نفعتنا وقلبتها تاكسي، تقدري تقوليلى كنا هنعمل إيه بعد ما سرحوا نص اللي كانوا شغالين في المصنع.
أحلام: بس انت وعدتني انك هتشوف شغل تاتي، يكون ثابت وله مواعيد محددة، لكن اللي حصل انك بقيت شغال ليل مع نهار ومش لاحق حتى تشوف شغلة تانية.
صادق: ومين قالك كدة، انا والله مكلم كذا حد، حتى صبري اخويا وعدني انه هيسألي عنده في الشركة.
أحلام: عشان خاطري يا حبيبى، خلي شغلك بالنهار في النور، وبلاش شغل بليل ده.
صادق: ماشي كلامك يا قمر، عشان خاطرك أنتي والقمر اللي جي ده، هشتغل يوم ولا اتنين بس بليل.
أحلام: برده، مفيش فايدة فيك.
صادق: يا حبيبتي ما انتي عارفة إننا داخلين على مصاريف كتير، وبعدين مفيش حد هيساعدنا ولا يقف جمبنا.
أحلام: على رأيك، انا كل ما افتكر الوقت اللي كنت مبتشتغلش فيه ومحدش وقف معانا، وساعتها أخوك واختي كانوا بيتهربوا مننا.
صادق: معلش، كل واحد وله ظروفه ومحدش عالم جوا كل بيت في إيه، والدنيا لسة بخير ولا ناسية.
أحلام: وهي دي حاجة تتنسي، الله يكرمها نادية وجوزها محمود، هما جيران لكن احسن من الاخوات، ولاد أصول بصحيح.
صادق: هو إحنا هنقضي الليل كله كلام ولا ايه، شكلك كدة بتوهي عشان مفيش عشا.
أحلام: ودي تيجي، انا عملتلك كل الأكل اللي بتحبه، وكنت هموت من الجوع، بس مهنش علية أكل من غيرك.
