صحيت تالين من النوم، فتحت شباك أوضتها ووقفت تبص على العمارة اللى قدامها، وهي ماسكة التليفون في أيدها وبعد لحظات اتفتح الشباك اللي قصادها ووقف عدي يشاور لها وهو بيكلمها في التليفون:
عدي: صباح الفل يا قمر.
تالين: كل ده نوم، انا بتصل بيك بقالي ساعة.
عدي: مكنتش نايم والله، ده الدكتور فهد كان بيديني درس عن الالتزام واني لازم افرق بين الشغل والهزار.
تالين: ليه، انت عملت ايه بالضبط.
عدي: ولا حاجة، كل ده عشان كنت بهزر مع جماعة صحابي وهو دخل علينا، فضل يقول إن دي مستشفى واننا لازم نحترم المكان اللى شغالين فيه، تقوليش كنا بنهزر جوا العمليات، ده احنا يادوب شوية محاسبين.
تالين: بصراحة هو معاه حق، اكيد قلبتها هزار زي عادتك وسبت الشغل.
عدي: بيني وبينك، انا زودتها شوية، إنتي عارفة كل اللي يعرف اني أخوه ميصدقش.
تالين: انا شخصياً مش مصدقة انكم إخوات، صحيح الفرق بينكم مش كبير بس هو عاقل كدة، لكن انت عقلك اصلا مسافر، اكيد أهلك لاقوك على باب جامع.
عدي: كدة برده، بتتريقى علية يا نفتالين انتي.
تالين (بغضب): قولتك ١٠٠ مرة متقوليش كدة ، عموماً أنا غلطانة اني عطلت نفسي وقولت اكلمك قبل ما انزل اروح الكلية.
عدي: طب عيني في عينك كدة، بذمتك تقدري تنزلي من غير ما تشوفي وشي السمح ده.
تالين: اه طبعاً اقدر، وكفاية عليك بقى عشان مستنيني ع الفطار، وأبقى سلملي على اللي واقف وراك.
دخلت تالين وقفلت الشباك وهي بتضحك، وعدي واقف مكانه بيكلم نفسه بصوت مسموع:
عدي: ورايا، معقول يكون اللي في دماغي صح، أكيد لأ.
فهد: اكيد اه، لف يا خويا وبصلي.
عدي: في إيه يا فهد تاني، هو انت مستقصدنى النهاردة ليه.
فهد: عشان أفعالك كلها غلط، انا مش قولتلك ١٠٠ مرة بلاش وقفة الشبابيك.
عدي: خلاص هانت، كلها الترم ده وأروح اتقدملها ونتخطب رسمي.
فهد: خلاص يبقى تصبر لحد ما الموضوع يكون رسمي.
عدي: متقلقش انا عارف انا بعمل ايه وبعدين انا بحب تالين وهي عارفة، المشكلة بقى في واحد صاحبنا اللي مش عارف هيفضل مخبي حبه في قلبه لحد إمتى.
فهد: قولتلك لما ييجي الوقت المناسب.
عدي: مناسب لأيه، بص يا خويا هو صحيح انت الكبير ودكتور وناجح وزي الفل، بس أنا اكتر منك خبرة في الحكايات دي، خد أي خطوة روح اتكلم مع أهلها مثلاً.
