كانت حور قاعدة سرحانة بتفكر في القرار اللي خدته، ومش عارفة هي صح ولا غلط، رجعت من شرودها على صوت المأذون والناس اللي حواليها:
الجميع: بارك الله لهما وبارك عليهما وجمع بينهم في خير.
قرب فاروق من هشام وحور وباركلهم، وبعد شوية كان كل المعازيم مشيوا:
فاروق: والله انا مش فاهم إيه لازمته الشغل اللي انتي عايزاه ده.
هشام: يا بابا متهيألي حور دلوقتي مسئولة منب، وانا هفرح لما مراتي تكون إنسانة ناجحة ومحققة اللي هي عايزاه.
حور: انت نسيت وصية ماما الله يرحمها ولا إيه يا خالي، دي حتى كان نفسها تشوفني احسن مهندسة في الدنيا.
فاروق: الله يرحمها، كان نفسي أنفذ وصيتها وأصون الأمانة اللي سبتهالي، الله يسامحها بقى اللي كانت السبب.
هشام: بلاش نرجع للقديم تاني يا بابا.
فاروق: وهتسافروا أمتى يا ولدي.
هشام: من بكرة ان شاء، انا عندي شغل وكمان حور عندها كام مقابلة كدة.
فاروق: وهتمموا جوازكم امتى ان شاء الله، ولا ناوين تقعدوا في شقة واحدة من غير فرح.
هشام(بتوتر وهو ينظر لحور): لما ربنا يأذن ان شاء الله ،وانا ناوي اجر شقة في العمارة اللي فيها شقة عمتي الله يرحمها عشان اكون قريب منها.
فاروق: مش هوصيك عليها يا هشام، ولو اني عارف ان مفيش زيك يا ولدي.
هشام: في عينية يا أبويا، متقلقش.
في المستشفى، كانت سهير قاعدة على كرسي جمب صادق أخوها اللي متمدد على السرير، ومن الناحية التانية كانت جمبه مراته بهيرة وبنتها صافي:
سهير: حمد الله على سلامتك يا حبيبى.
صادق(بتعب): الله يسلمك، كنت حاسس اني مش هقوم منها.
سهير: بعد الشر عليك، الدكتور قال الحمد لله ربنا ستر وعدت على خير، بس لازم تستريح ومتتعبش نفسك في الشغل بعد كدة خالص.
صادق: ومنين هتيجي الراحة، اللي كان بيشيل عني ويساعدني بعد واختار غيري
بهيرة (بكره): دي زي ما تكون نسته أهله، حتى محاولش يتصل ولا يسأل، انا لو منك اتبرى منه واحرمه من الميراث.
سهير: صادق مش ممكن يخالف شرع ربنا يا بهيرة، وفي الأول والأخر ده ابنه الوحيد، صدقني انا عارفة حمزة كويس، ومتأكدة انه تعبان وهو بعيد عنك.
بهيرة: طبعاً تعبان وهو بعيد، مش لاقي الفلوس اللي يصرفها على الهانم اللي جابها من الشارع واتجوزها.
سهير: متسمعش كلام حد يا أخويا، ابنك بيحبك ودايما بيسأل عنك، اللي جاي في العمر مش اد اللي راح يا صادق، ومحدش ضامن عمره، خلي ابنك قدامك وبلاش تبعده، فلوس الدنيا كلها متسواس لحظات تقضيها معاه.