مع آذان الفجر فتحت جوري الباب وأخدت شنطتها، وخرجت برا البيت، جريت في الشارع بسرعة وهي بتتلفت يمين وشمال بقلق لحد ما خرجت من المنطقة خالص.
فضلت طول النهار تدور على شغل وعلى أي مكان تبات فيه، لكن مفيش فايدة طبعاً محدش راضي يساعدها خالص ولما تعبت قعدت على رصيف تستريح وبتفكر تروح فين، لفت نظرها يافطة مكتوب عليها مكتب توظيف خادمات، قربت من المكتب وشافت ورقة مكتوب عليها بعض الشروط ، لكن اللي شدها انهم بيوفروا خادمات مقيمة، يعني ممكن تشتغل وتقعد في نفس البيت، دخلت بسرعة واتكلم معاها صاحب المكان واسمه محمود:
محمود: بس أنتي لازم تمضي على مبلغ كبير، وهناخد منك البطاقة نكشف عليها، احنا مكتب محترم ومش عايزين مشاكل.
جوري: تمام مفيش مشكلة انا موافقة على اي حاجة، واوعدك مش هعمل اي حاجة غلط.
محمود: طيب سيبي اوراقك ويومين كدة ونتصل بيكي.
جوري: لأ انا في عرضك، انا عايزة شغل دلوقتي حالا.
محمود: لا طبعاً، إوعي تكوني عاملة مصيبة وجاية تستخبي هنا.
جوري: والله ابدا، كل اللي في الموضوع ان البيت اللي كنت ساكنة فيه اتطردت منه ومعنديش مكان أبات فيه الليلة.
محمود: طب ومعندكيش أي حد تروحيله.
جوري: لا والله، أبويا وامي ماتوا وكانوا مقطوعين من شجرة.
محمود: لا حول ولا قوة إلا بالله ، ماشي يا بنتي أنا هوديكي عند ناس كانوا طالبين واحدة ترافق ست مريضة ، بس خلي بالك دول ناس أكابر ولو عملتي حاجة كدة ولا كدة مش هتسلمي منهم.
بعد مرور بعض الوقت، كانت جوري واقفة ومعاها محمود اللي قاعد بيتكلم مع صاحب البيت:
مالك: وانت ضامنها بقى يا حج محمود.
محمود: بصراحة يا بيه هي أول مرة تشتغل معايا، بس باين عليها طيبة.
مالك: وأنتي اشتغلتي فين قبل كدة.
جوري: دي أول مرة اشتغل.
مالك: أومال كنتي بتعملي قبل كدة.
جوري: كنت بدرس، بس الظروف دلوقتي تخليني اشتغل اي حاجة
مالك: ماشي، انا هجربك، كل المطلوب منك انك تلازمي والدتي، هي ست طيبة ومريضة، هتكوني مسئولة عن مواعيد أدويتها واكلها وتكوني تحت أمرها في اي حاجة تتطلبها.
جوري: حاضر يا أفندم.
محمود: تؤمرني انا بأي حاجة يا بيه.
مالك: لأ أتفضل أنت.
طلع مالك لوالدته ووراه جوري، عرفها على مامته وعلى كل حاجة المفروض تعملها، ومش عارف ليه كان حاسس ان وراها حاجة، طريقتها في الكلام وشكلها ميقولش انها مجرد خدامة، عشان كدة قرر انه دايما يحطها تحت عينيه وطلب من واحدة من الخدم التانيين انها دائما تراقبها.
