أخذ يعبث بهاتفه وهو يناظر من بين الوهلة والأخرى على الحاسوب أمامه كذلك
وبفمه لُقمة من ساندوتش بالجبنة الرومي كما يُحب
ووالدته خلفه تعبث بخزانته وتبحث عمّا توّسخ من بين ملابسه كي تضعه في الغسالة مع باقي الملابس
ضحك بخفوت بينما لايزال ينقر على هاتفه كأن أحدًا يجري خلف
لم يشعر سوى بصفعه على رأسه من والدته وهي توبخه بنبرة عالية مُسَرِسَعه
"بدل ما تتعولق على الموبايل ما تيجي تناولني هِدمتك الوسخه يا وسِخ"تفل اللقمة التي كانت في فمه وإلتفت لها من على الكرسي وهو يصيح "إيه يا ماما بس مانا قولتلك اللبس الخروج كله متوسخ"
ضربت الكرسي خاصته بغبنه وهي تتلفظ بشتائم أخرى نحوه تُخرِج بها غضبنا نحو لامبالاته
"يا منال إهدي بقولك!"
هو قال بصوتٍ عالٍ لوالدته التي لم تُجيبه وهي تزفر بضيقوشعر بضيق داخله لوهله لذا نهض متجاهلًا هاتفه والرسائل التي تنهال عليه
وإتجه لوالدته نحو المطبخ يقف ويستند على الحائط يراها تضع المسحوق بنفاذ صبر وهي تناظر بطرف عيناها
"إيه يا ماما مالك طيب؟"
لم تجيبه وضغطت على زِر تشغيل الغسالة وتحركت تقصد الخروج من المطبخ
ولكنه وقف أمامها يعبث،
"مُونمُون، والله ما هتطلعي غير لما تقوليلي مالك حالًا!""عِــز الـديـن! إبعد عنّي دلوقتي"
تعجّب منها وهو يضحك بخفه "يا ولية أنتِ بتتحولي ليه؟ مش إحنا لسه متصالحين على الغدا؟"
نظرت بقوة له وهي تتنفس بنفاذ صبر واضح ليتحمحم وهو يتفاداها كي تمر وتعبر متجاهله وجوده تمامًا
وتابع خلفها بعناد منه كي يدري عمّا تبقى في جبعتها
"معنى كده إنك مش صافيه لسه. قوليلي بقى إيه باقي؟"
هو قال بنوع من المرح في نبرته ولكنها تحسسّت منه متحدثه بعصبية "تصدق بالله؟ إنك عيل بارد!"
"ماما ركزي أنا عِـزالدين مش بارد"
نظرت نحوه وضحكت بخفه مستهزءه "آه آسفه معرفش أفتكرت إن إسمك شرموط وأنا ناسية!"
هو كتم ضحكته نحوها وإنقض عليها "يا ماما! كلميني زي ما بكلمك بقى جد وجدّاني، مالك بجد إيه لسه عايزه تقوليه ومش عارفه"
أنت تقرأ
مَهرب | escape
Fanficها أنت ذا تقف على مقربة منّي بعد أن هرعت إليّ هربًا من واقعك، لعلّك تدري بأنك مَن أسكنت هواجس عقلي وأسكنت روحي بك. +١٨ عامية مصرية، مثلية.