الفصل 11- مواجهة وتجربة

7.6K 649 248
                                    


.
.
.

حل الصمت في العربة، لم ينطق أحد بكلمة منذ انطلاقهم قبل بضع ساعات!! فمنذ ان صعدت انيا للعربة لم تنبس بحرف واحد وهذا جديد عليها! شعرت آنيا بالاختناق من الجو الكئيب هذا، فهي لم تعتد على السكوت حتى ولو لدقيقة واحدة، هي إحدى خصال شخصيتها كثرة الكلام!!

حاولت الهاء نفسها بالنظر إلى النافذة لكن سرعان ما شعرت بالملل، هذه المناظر قد اعتادتها بالفعل، بسبب كثرة خروجها من القصر وترددها الدائم لحفلات قريناتها من النبلاء.. اعتادت المرور في هذه المناطق بالفعل، حاولت تشتيت فكرها حتى لا ترغم على التحدث بكلمة في حضرة سيد العجرفة ليام آدمز!

نظرت إلى أختها الأكبر والتي دائمآ ما كانت هادئة ورزينة، فمنذ الصغر كانت الأخت المثالية التي يعتمد عليها، شعرت بالغيرة من هدوئها الدائم والذي كان بالنسبة لانيا شيئاً شبه مستحيل تحقيقه! زار طيف انسيا المصابة التي تنزف من خاصرتها ذهن انيا وشعرت بالارتعاب من فكرة خسارة اختها الوحيدة وكل ما تبقة من عائلتها.. لوهلة ظنت ان عالمها سينقلب رأساً على عقب! لكن ظهور شخص واحد.. حسناً ليس واحداً لكنه كان السبب الرئيسي لنجاة شقيقتها... هي تدرك ذلك.. لولا ظهور عربته ربما كانت قد خسرت شقيقتها.. هي ممتنة ولكن من المستحيل أن تظهر ذلك لذلك الوغد الجالس أمامها!!

رغم أنها في البداية كانت موقنة أن ليام المتعجرف سيتركهم على الطريق ليلقوا حتفهم! حسناً هو ليس بمجبراً على أخذهم معه لكن هذه إحدى صفات النبلاء.. كلا؟ يجب عليه كرجل نبيل مساعدة السيدات عند الحاجة.. حسناً مساعدة من كان بحاجة لمساعدته سواء سيدات ام غيره ... ولكن ليس جميع من امتلك لقب نبيل يكون نبيلاً فعلياً ويلتزم بمبادئ وخلق الرجل النبيل وخصوصا أن الشخص الذي نتحدث عنه ليس غير ليام ادمز المتعجرف والمتنمر كما يشاع عنه!!

انا لا أعرفه كثيراً لكن حضرت بعض الحفلات و رأيته، كان منطوياً على نفسه دائما، وقالت الشائعات بأنه متعجرف يكره الحديث مع من هم اقل مكانة منه بل ويرى نفسه افضل من من هم أعلى منه مكانة، لهذا قام بالجدال مع ابن الكونت راسيل عدة مرات حتى انتهى به الامر بغيبوبة...

اختلست انيا نظرة اخرى إلى الفتى الجالس أمامها، وهو لم يبدي أي علامة أو رغبة في الحديث، هو لاينظر ناحيتهم حتى!! هل الشائعات عنه صحيحة هو متكبر حقاً!

بعد صمت طويل كاد ان يختق انيا التي بدأت تقضم شفتيها بملل، تكلم زيك الجالس إمامها مخاطباً ليام..

"سوف نصل قريباً الى مقاطعة الكونت راسيل ياسيدي"

حدقت الفتاة بليام لترى ردة فعله عن هذا لكن في المقابل لم ترى شيئاً سوى همهمة خفيفة هو لم ينظر إلى المتحدث حتى بقت عينه معلقة خارج النافذة ... ثم ادركت شيئاً غريباً لماذا يذهب إلى مقاطعة راسيل؟ الم يكن في غيبوبة بسبب أبن الكونت راسيل؟ اذا... لماذا يذهب اليها! أليس لديه عداوة مع آرثر! لم تستطع الصغيرة انيا الا ان تتسائل بصوت عالي

الشرير يريد فقط أن يرتاححيث تعيش القصص. اكتشف الآن