الحمدللهــــ
صوت صيب المطر نازلاً من أعالي السماء يرتطم بقوة على الأرض وبعض المباني المتهالكة، اختلط مع دوي الرعد الذي كان يسمع كل بضع ثواني، إضافة إلى وميض البرق الذي كاد يكون مصدر الضوء الوحيد في ذلك المبنى القديم الذي قد عفى عنه الزمن..
رشات أمطار تسربت من النافذة العالية المكسورة رغم أحكام اغلاقها بقضبان حديدية لكن ذلك لم يمنع لفحات الرياح الباردة مع القليل من قطرات المطر من التسلسل إلى داخل تلك الغرفة المظلمة ... أو الزنزانة بكلمة اخرى..
فباب الغرفة هذه لم يكن سوى قضبان حديدية طولية تمامآ كأبواب السجن .. بل كان سجنًا..
ومض البرق مجدداً ليظهر صورة أوضح لداخل الغرفة الصغيرة حيث ظهرت جدرانها السوداء أو ربما هي متعفنة فقط؟ سقف منخفض مع نافذة صغيرة مربعة الشكل عالية لايمكن الوصول إليها ... اما في الارضية الرمادية وضع وعائان قديمان أحدهما فيه ماء أو مايشابهه .. إذا كانت بركة الماء المغطية بالوحل تعد مياهً فهذه مياه إذاً ... بجانبه وعاء ملء بمادة خضراء اللون .. عفن؟ ربما .. نتن؟ أكيد وهذه هي الوجبة المقدمة للسجين هنا .. على الجدران ثبتت العديد من السلاسل منها معلقة ومنها الملقاةً على طول الأرض بجانب شخص فاقداً للوعي مكبلاً بالعديد من تلك السلاسل ممدداً في فراشه..
أيقظه صوت دوي الرعد الذي هو أشبه بأنفجار متكهرب اكثر منه رعداً..
فتح زرقاويته الباهتتان ونظر من حوله بجمود، حتى استقرت عيناه على السقف الرطب، يمكنه رؤية العفن في أطراف زوايا السقف .. بقي يتطلع للأعلى لمدة..
'أين أنا ؟؟' هذا أول شيء خطر في ذهنه..
سرعان ما أُغمضت تلك العينين مجدداً ولم يستطع فحتها مهما حاول..
ثقيلة..
جفناه ثقيلة للغاية ... لايمكنه فتحهما .. ربما ليس لديه الطاقة الكافية..
'هل أعياني التعب .... لدرجة عدم قدرتي لفتح عيني حتى ؟' ردد ذلك مكلماً نفسه.
مر الكثير من الوقت وجل ما يستطيع فعله هو لا شيء ... سوى من سماع صوت خرير الماء و قطرات المطر التي تتسرب من السقف والنافذة، زخات الغيث ودوي الرعد بين الحين والآخر..
أخيراً دخل إلى مسامعه صوت خطوات عديدة في الخارج، لكن بسبب صخب الامطار لم يستطع ذاك المغمض العينين تحديد عددهم..
تم تحريك بعض القطع الحديدية، بمفتاح ربما ثم 'كلك' وبعدها صوت صرير الباب يُفتح ودخل عدة اشخاص، ثلاثة بالتحديد..
أنت تقرأ
الشرير يريد فقط أن يرتاح
Fantasyمالذي سيحل بليام الذي استيقظ ووجد نفسه شريراً في رواية كان قد قرأها من قبل؟ بداية كل شيء في وسط الظلام فتحت عيناه بصعوبة يبدو عليهما التعب والثقل..أغمضت تلك العينين وفتحت مرة أخرى وأخرى حتى استطاعت أن ترى ضوء خافتًا متبلورًا لايعرف صاحب العينان إذا...