فصل 12 - غير حقيقي

7.5K 683 290
                                    

.
.
.

صوت قطرات الماء الساقطة من أعالي السماء الملبدة بالغيوم تتراشق على النوافذ الواسعة، تراقصت الرياح مخرجة صوت اشبه بصوت الأشباح في القصر المهجور، وهناك أثر لسطوع ضوء ينير المكان بين الحين والأخر، انه ضوء البرق الذي يظهر كل خمس ثواني اكثر او اقل!

ويمكن الاستنتاج ان الوقت ليلاً بسبب الظلام الدامس حيث لايوجد مصدر أخر للضوء عدا ضوء البرق الذي ينبعث كل عدة ثواني ... في وسط قصر كبير بدا مهجوراً، مشى رجل في منتصف العشرين من عمره بشعره الأبيض الناصع والذي يتراقص مع هبوب الرياح التي تتغلغل من شباك النافذة المكسورة.

اجتاحت أنفه رائحة صدأ الحديد المعدنية ليعقد حاجبيه بعدم ارتياح أو هذا ماظن أنه يفعله حالياً... لأنه بطبيعة الحال لم يفعل ذلك، وهناك سبب بالفعل لهذا...

في كل مرة يسقط البرق ينير ماحوله ليظهر المكان الذي يقف فيه، دماء لونت الجدران بالأحمر القرمزي ومغطية الأرضية و حتى أثاث القصر، يبدو وكأنه لاتوجد نهاية لهذه الدماء في وسط هذا الممر الطويل..

شعر بالقشعريرة تسري في عروقه وهو يشاهد هذا المنظر، حاول ألألتفات يميناً ويساراً ليرى أين هو وما الذي يحصل هنا!! لكن دون جدوى هو واقف متسمر في مكانه أو هذا ما أعتقده على الأقل..

بعد عد دقائق من الوقوف متصنماً هناك مشى الرجل أو المتحكم بالجسد الحالي في إتجاه أحد الأبواب المفتوحة أمامه..

عندها أيقن صاحبنا ليام وعرف مالذي يجري ... نفس الأعراض لايستطيع التحكم بجسده وكأنه غير مرئي ونفس الأحاسيس حيث بدأ يشعر بذبذبات من المشاعر التي لاتخصه وأيضا مكان غريب او ليس بغريب.. هو يعرف هذا المكان لكنه لايريد ان يصدق ما تراه عيناه، حاول المقاومة أو التوقف عن التقدم لكن بلا جدوى هو لايستطيع التحكم بهذا الجسد... حلم؟ أم كابوس اخر ياترى؟

ضرب البرق مجدداً ليكشف الموجود في تلك الغرفة التي دخلها للتو .. الشيء المشترك بين الغرفة الواسعة هذه وذاك الممر الطويل هو كمية الدم المنتشرة في أرجاء المكان، وفي وسط بركة الدماء تلك يمكن رؤية عدة اجساد مرمية على الأرض، لكن بسبب ظلمة المكان لم يستطع ليام التعرف عليها ... رغم أن البرق ليس الضوء الوحيد في هذه الغرفة، هناك خيوط من الضوء التي أتت من النار المشتعلة في المدخنة الكبيرة التي تتوسط الغرفة..

بدأ قلبه ينبض بقوة وهو ينظر لتلك الأجساد مرمية على الأرض، هو لايعلم هل هذه مشاعره هو أم بدأ مجدداً بالشعور بألم الحلم من جديد مثل آخر مرة عندما شعر عندها بالألم بالتدريج هو لم يكن يشعر بشيء في البداية وقتها..

لم يكن واثقاً اذ ما كان هذا شعوره هو، لأنه ليس بوقت بعيد رأى جثث مدمية ومرمية على الأرض، لم يشعر بشيء وقتها، لم يشعر بالحزن ولا حتى بالغثيان! ذلك عندما رأى جثث المجرمين الذين تم قتلهم على يد فرسانه عندما حاولوا الهجوم على أنسيا وشقيقتها الأصغر.

الشرير يريد فقط أن يرتاححيث تعيش القصص. اكتشف الآن