الفصل 31 - نزهة 2

4.7K 544 98
                                    


.
.
.

بعيداً عن الأجواء المشحونة في تلك الغابة، فوق تلة عالية تعلو الغابة بكثير من الامتار، وقفت فتاة ترتدي الأبيض .. الكيمونو الأبيض، وهي تحدق في الأسفل إلى أولئك الثلاثة، فتى بعمر المراهقة بشعراً أبيض حريري، يجلس وأمامه الكثير من الحلوى.. الكعك والبسكويت وغيرها من كل ما لذ وطاب، عيناه الزرقاوتان تبرق بلمعان غير مسبوق ... يحب الحلوى كثيراً هذا ما اكتشفته..

أمامه وقفت فتاة تبدو في بداية العشرين، بشعر بني كثمر البندق وعينان عسليتان لامعتان وهناك تقطيبة كبيرة بين حاجبيها... تحمل خنجراً في كل يد وهي تحدق بشرارة بالعدو الذي يقف مقابلاً لها، نظراتها متوعدة له بالموت أن تجرأ وأقدم على خطوة واحدة ... لكن الأخير لم ينظر إليها حتى، ربما هو خائف لا تعلم صاحبة الكيمونو لماذا لكن الوحش ذو الفراء البنية الداكنة لم يزح عيناه عن الصغير ذو العينان الزرقاوتان..

تنهد ليام وهو يشعر بغضب الدب يزيد مع كل ثانية.. إذا استمر الأمر هكذا سوف يهيج ويرتفع مستواه، وسيكون من الصعب هزيمته، لكن الغريب أنه لم ينظر ناحية فيونا حتى وضل يحدق بليام ويقهقع بين الحين والآخر نحايته... وليام بدوره أسشعر ذلك..

هل يريد أخافة ليام بما أن مظهره يوحي بضعفه؟ بالطبع حتى لو حاول اخافة فيونا فهي لن يرمش لها جفن ... لذا صب جل تركيزه علي ويظن بأني سوف أخافه؟

لا انكر أنه محق في الحالات الطبيعية ... أعني لو ظهر أمامي وحدي لما كنت اعلم مالذي علي فعله ... هو أقوى مني ومستواه أعلى بعدة مراحل! لكن ... حسناً لا أظن اني طبيعياً ... من في كامل قواه العقلية يفكر بلطافة الوحش الذي يستطيع أن ياكله بقضمة! رغم ذلك مالذي علي فعله؟ لاشيء حرفياً!! عندما أراه اتذكر الدب البني في كرتون الدببة الثلاث وجميعهم لطيفون وأنا أحب الدببة الثلاث!

تنهد ليام مستقيماً بعد أن شعر أنه يستطيع الحركة حيث أعتاد جسده على ضغط نية القتل تلك .. أدرك عندها أن نية القتل لدى الدب هذا قليلة أو ربما هو يستطيع التكيف مع نيات القتل بسرعة؟ مشى وهو يحمل كعكة بيده اليمنى بدون وعي أو علم منه .. هو فقط كان على وشك أكلها عندما ظهر الدب!...

تقدم ليام ناحية الدب متجاوزاً فيونا والتي استغربت فعله وحاولت إيقافه ولكنه أشار لها بلابأس ووقف أمام الدب يبعد عنه ثلاث أمتار فقط.. تأكد ليام أن الدب لاينوي الهجوم حقاً هو فقط يريد أخافتهم .. لم يحاول اخافة فيونا عندما شعر بمستواها ولكن بالنظر إلى ليام علم أنه هو الهدف الأسهل وأرعابه بسيط للغاية .. الا انه رغم محاولاته العديدة لم ينجح في زعزعة ليام أو أخافته مما أدى إلى تصاعد غضب الدب .. وهذا خطير!

الشرير يريد فقط أن يرتاححيث تعيش القصص. اكتشف الآن