الحمدلله
ـــــ"إذاً؟"
بعد صمت دام لدقائق كسره فابيان بسؤال بسيط مع أبتسامة صغيرة زينت ثغره تحمل الكثير من المعاني..
"أذاً ماذا؟"
رد ليام وهو يميل رأسه للجانب بخفة.
"إليس لديك شيئا تتخبرني به ؟"
عقد ليام حاجباه بتفكير وانزل الملعقة من يده واضعاً إياها على الطاولة ثم شابك أصابع يداه معاً وبنظرة جدية وكأنه سيقول أخطر سرًا عرفته البشرية أجمع..
"في الحقيقة يا معلمي ..."
أخذ نفسًا كبيراً ثم زفره بصوت شبه عالي مكملاً :
"أن الإنسان ... ما هو إلا حيوان سياسي .." رفع ناظره ليرى رد فعل معلمه..
كان فابيان معقداً جابيه من هذا التصريح الذي لادخل له بما يريد سماعه من ليام ولكن رفع حاجبه بتسائل، أين يود تلميذه الوصول بقول ذلك؟
رأى ليام صمت معلمه وأخذه كعلامة خضراء للأستمرار :
"الإنسان كأي كائن حي آخر على وجه الأرض لايستطيع النجاة وحده، لذا هو كائن اجتماعي رغماً عن نفسه، سواء اعجبه ذلك أم لا .. رغم رغبة الكثير منا في العيش وحيداً في مكان لا أحد فيه سوانا ... لكن في كثير من الاحيان يناقض الإنسان نفسه وينجر خلف العاطفة العبثية، مكونًا مجتمع صغير ينطوي عليه وعلى عائلته .. الأسرة، وبما أن متطلبات ذاك المجتمع الصغير كثيرة توجب عليه توسيعه وتكوين قرية، ثم مدينة ثم دولة وفي حالتنا مملكة ... وكذا هو الحال"
"إلى أين تود الوصول ؟ مالذي ترمي اليه؟"
لم يستطع المعلم فابيان متابعة الإستماع لهذه الترهات الفلسفية، مالذي يحاول تلميذه فعله ؟ أعطاءه درس في الفلسفة ! هو يكره الفلسفة !!
"ما أعنيه ترك أحدهم لشهر في مكان مهجور وحيداً من غير مآوى ولا طعام لهو أمر صعب حتى على أكبر الفلاسفة ! فمابالك بشخص لايعرف شيء عن العالم سوى ماتعلمه خلال شهرين ؟"
هل كان يعتقد أن ليام نسى فعلته ؟ كلا لم ولن ينسى !! لايمكنه النسيان هو لم يقضي كثيراً من الوقت في هذا العالم !! ونصف ما عاشه كان وحيداً فوق الجرف !!
لم يجب فابيان هو فقط ازاح عينيه قليلاً، ربما يشعر بالذنب متذكراً ذاك اليوم ... ولكنه أعاد بصره بسرعة مردداً :
"مالذي كنت تفعله في الطابق السفلي لمبنى مزاد الافعى بالأمس ؟"
محاولة فاشلة لقلب الطاولة..
"لم تسأل حتى كيف عشت تلك الأيام، ماذا أكلت وماذا شربت ؟ هل استطعت النوم ام لا؟ أي معلم أنت !"
أغمض ليام عينيه وهو يحاول قدر المستطاع صنع وجه مكسور وقد ساعده شحوب وجهه أثر انخفاض مستوى طاقته واستنزاف كمية كبيرة من المانا بوقت قريب، والسبب في محاولته لاستغلال هذا في صالحه هو ... حسناً ليام يحاول تجنب الاستجواب أو أي نوع من الاسئلة التي لايملك جوابًا منطقياً او حتى غير منطقي لها .. ولأنه غير واثق إذ ما كان بأستطاعته الكذب أمام فابيان أم لا .. وهل لدى فابيان قدرة ما تكشف الكذب !! لهذا لا يريد يكذب حاليآ بدلاً عن ذلك يحاول تغيير دفة الحديث.
أنت تقرأ
الشرير يريد فقط أن يرتاح
Fantasyمالذي سيحل بليام الذي استيقظ ووجد نفسه شريراً في رواية كان قد قرأها من قبل؟ بداية كل شيء في وسط الظلام فتحت عيناه بصعوبة يبدو عليهما التعب والثقل..أغمضت تلك العينين وفتحت مرة أخرى وأخرى حتى استطاعت أن ترى ضوء خافتًا متبلورًا لايعرف صاحب العينان إذا...