الحمدلله
ــــأصوات ضوضاء كبيرة غزت تلك القرية الصغيرة والملقبة بالقرية السياحية .. والتي لم يكن ليصدق احداً اسمها ذاك لو اتى إلى هنا قبل شهر فقط .. ذلك لأنها كانت مهجورة حرفياً، بسبب قساوة البرد وتراكم الثلوج إضافة إلى ذلك اختفاء الحيوانات من الغابة للسبات والآخرة للأحتماء من الثلوج الغزيرة..
الآن؟ حل الربيع في الأجواء وبدأت الناس في التوافد إلى هذه القرية منهم متمتعين بجمال منظرها الخلاب ومنهم من جاء ليقوم بالعمل او لأجل التدريب على الصيد، عله يكسب الخبرة مع بعض النقود..
زخمة السوق ازدادت وتعالت اصوات الباعة الذين يعرضون اغراضهم مع تناغم ضحكات الأطفال يركضون هنا وهناك..
تقدم بخطوات هادئة يتبعه عدة اشخاص ... رغم ذلك هو مستمتع بحريته التي طال انتظارها أخيراً .. فهيمي كانت قد ازالت قدرتها عنه والآن هو حر تمامآ بلا قيود أو عراقيل !!..
تنفس الحرية باسماً وهو يشاهد الباعة المتجولين والعربات الصغيرة والكبيرة في السوق .. مشى من بينهم بخفة وبلا وجهة .. ربما هو يريد توديع المكان ؟ لقد قضى أغلب وقته هنا في جبل كروس بعد استيقاظه في هذا العالم .. لذا هو ربما سيشتاق لهذه الاجواء ...
لم يعلم متى وأين انفصل عن مرافقيه ؟ لقد حدث ذلك فحسب دون علم منه ... جال بعينه حوله لعله يجد أحدهم لكن الزحام كان كثيفًا لذا هز كتفيه بـ لايهم .. وأكمل جولته..
بينما كان يمشي تم دفعه بقوة من قبل أحدهم 'لماذا دائما ما اتعرض للدفع هكذا !' فكر وهو ينظر للمجرم الذي ازعج سكينته !
لم يجد أحد وهذا غريب .. انزل بصره للأسفل لأنه شعر بشيء ما يتشبث به ..
وكانت هناك أيدي قطنية بيضاء صغيرة تتشبث بقميصه الأبيض بقوة .. "مالذي..."
لم يستطع إنهاء جملته لأنه صعق مما سمع تالياً:
"أخيراً وجدتك بابا"
رمش مرتين وهو يرى تلك الأعين الزرقاء المستديرة وهي تنظر اليه بلطافة شديدة .. توسعت عيناه لوهلة .. تذكرها ... تلك الفتاة الصغيرة من الزقاق .. ظهر شبح ابتسامة على شفتيه ووجد نفسه يمنع يده من بعثرة شعر هذه الطفلة ! لكن ما هي الا ثواني حتى تعقد حاجباه عندما تذكر بما نادته للتو ... بابا ؟
"من بابا هذا؟" سأل الطفلة بحاجب معقود.
أمالت رأسها للجانب وتراقصت شعراتها السوداء تزامنًا مع حركة رأسها .. "انت بابا!" قالت ذلك بوجه طفولي مرح وهي ترفع يديها للأعلى تحثه على حملها...
أنت تقرأ
الشرير يريد فقط أن يرتاح
Fantasyمالذي سيحل بليام الذي استيقظ ووجد نفسه شريراً في رواية كان قد قرأها من قبل؟ بداية كل شيء في وسط الظلام فتحت عيناه بصعوبة يبدو عليهما التعب والثقل..أغمضت تلك العينين وفتحت مرة أخرى وأخرى حتى استطاعت أن ترى ضوء خافتًا متبلورًا لايعرف صاحب العينان إذا...