الفصل 29 - خرابيش القطط

5.2K 567 114
                                    


.
.
.

نزل ذو الشعر الأبيض من السلالم وعينيه الزرقاء الباهتة تدرس المكان... طاولات كبيرة للطعام وهناك ناس تدخل وتخرج من البوابة وبالطبع نادلي الفندق يركضون بالارجاء... أنه وقت الذروة في اليوم، حيث يعود العديد من الناس لغرفهم المستأجرة او لاخذ غرفة من الفندق وبالطبع تناول العشاء المبكر في صالة الطعام الكبيرة.

ما أن وطأت قدمه أخر درجة من السلم حتى استقبله وجه مألوف... سولار، الفارس العجوز، حسناً ليس عجوزاً وهذا وصف مبالغ بحقه.. لكنه أكبر شخص رأيته ... أعني بذلك ملامحه! في هذا العالم حتى العجائز يبدون شباباً ،ربما بسبب المانا؟ من يدري .. لكن هذا الفارس هو الشخص الوحيد الذي قابلته ويبدو عليه التقدم بالسن، لديه وقار الكبار.. يجبرني على احترامه!

"سيدي الشاب ... هل يمكن أن نتحدث بشأن الغرف... أنها حقاً كثيرة بالنسبة لنا ..."

"مالذي تتحدث عنه... خمس غرف كثير؟"

"أجل سيدي... نحن لانشعر بالراحة أيضاً... جميعنا نعلم مدى كرمك ياسيدي لكن لانستطيع أن ننام او نرتاح في مكان ليس مخصصاً لنا.."

"أذا انت تقول حظيرة الحيوانات تلك مخصصة لكم؟... أم هل السبب إنك تحدثت مع الكونت؟"

"للم اقصد ذلك... لم أتحدث مع السيد الكبير أيضاً.. أنه فقط شعوري أنا وبقية الفرسان"

أردت صفع جبهته الآن لولا أنه يبدو كبيراً بالسن! لماذا لايحب أحدهم أن يعيش برفاهية لبعض الوقت!!.. بالرغم إني أشك بأنهم ينامون حتى... اظنهم يلوحون بسيوفهم طوال الوقت!

"حسناً لايهم أفعل ماشئت"

لوحت بيدي إليه دلاله على عدم رغبتي بالاستمرار في هذه المناقشة العقيمة.. وأتجهت خارج الفندق تتبعني فيونا كالعادة..

في باب الفندق التقيت بزيك الذي وقف عند المخرج بأرتباك وقد اعتلى الذنب ملامحه... 'أذا هو يملك ضميراً أيضاً؟' تخطيته ماشياً إلا أنه تبعني أنا وفيونا... لم ينسى واجبه.. حراسة ليام

لم اعترض بدوري وتوجهت للخارج، الشمس على وشك الغروب وبدأت الشوارع تظلم اكثر وأكثر... وعلي العودة لمنزل المعلم قبل حلول الليل..

لكن جذب انتباهي ذلك السوق الذي يعج بالناس مجدداً... تذكرت رؤيته حينما وصلت للقرية، لم يسعفني الوقت في ذاك اليوم لاستكشف هذا السوق... لاضير بفعل ذلك الأن.. لا؟

أتجهت ناحيته وتبعني الاثنان بصمت.. يبدو كسوق عادي للغاية.. عربات ومتاجر موزعة هنا وهناك، باعة متجولين يصرخون ببضاعتهم، وهذا... مزعج للغاية!!.

بعد المرور بالكثير من العربات والمتاجر المرصوفة على طول الطريق، شد انتباهي احدها وتوقفت عنده. لم يكن متجر بل ورشة حدادة، هناك لافتة كبيرة مرسوم عليها بعض الاحجيات او الخرابيش استطعت بالكاد قرائتها. 'ادوات بلا مانا' اسم غير مثير للأهتمام حقاً، لهذا تبدو الورشة وكأنها على وشك الافلاس!، من يريد شراء اداة بلا مانا في عصر المانا هذا!..

الشرير يريد فقط أن يرتاححيث تعيش القصص. اكتشف الآن