الفصل 53- حبل

4.8K 519 363
                                    


الحمدلله
ـــ

غطت عباءة الليل الناعمة في الارجاء وزينت سماءه بنجوم لامعة تتلألأ اكثرها لمعة هو القمر الذي أخذ يعكس ضوء الشمس بخجل، سكنت الحياة ودب الهدوء في الأجواء سوى من صوت حشرات الليل التي بدأت بعزف الحانها بتناسق خالقة سيمفونية عذبة تسر السامع..

ضربت عجلات العربة على الطريق ومشت مسرعة متجهة إلى المكان الصاخب والمنير الذي كسر ذاك السكون حيث تعالت اصوات الناس وتعالت معها ضحكات الاطفال وهم يقفزون من كل جنب وصوب بين الباعة المتجولين حاملين في ايديهم بعض الالعاب النارية المشتعلة مضيئة لما حولهم..

وقفت تلك العربة ناثرة ذرات الغبار حولها مرافقةً لصهيل الاحصنة حيث دوى في المكان بسبب وقوفه المفاجئ، لم تمر سوى ثوان حتى توقفت بجانبه عربة أخرى ...

نزل الثنائي الأشقر من العربة الأولى ومعهما ابيض الشعر ليام الذي كان يغطي رآسه بقلنسوة عبائته وهو يحاول التخفي عن الأنظار قدر استطاعته.

وأما العربة الأخرى خرج منها قرمزي الشعر ذهبي الاعين البرت وهو يحدق لما حوله بممل بجانبه وقف ديفيد بتعبير متعب ويبدو كأنه يريد ركل من بجانبه لكنه يلزم نفسه بقوة ارادته!!

وآخر فرد في المجموعة سام الذي نزل أخيراً مظهراً ابتسامة براقة وهو يجول بعينيه باحثاً عن شخص ما أو هذا مايبدو عليه، سرعان ما تتلألأت عينيه ببريق وهو يحدق بما حوله... المهرجان المنتظر..

حيث اصطفت المصابيح الصفراء المضيئة وهي معلقة في السماء بمنظر خلاب واسفلها بدأ الباعة يبيعون مالديهم من منتجات سواء طعام أو أغراض وحتى العاب.. جال بعينيه في كل هذه العربات وهو يريد تجربة كل واحدة منها على حدة!

لم يهتم لثواني لما حوله وذهب عند أول كشك طعام صغير وأخذ سيخان من الكباب واتجه ناحية صاحب العبائة ليام الذي حطت عينيه القرمزية عليه منذ لحظة وصوله!

ديفيد المراقب من بعيد ابتسم بهدوء وهو يحدق بهذا المشهد.. اخويه الصغيران أخيراً اجتمعا معاً وحل الخلاف بينهما والذي كان يأخذ الكثير من طاقته النفسية! شعر وكأن جبالاً من الهم قد زاحت عنه بالفعل وهو يحدق بسام يأخذ السيخ لليام الذي وقف منعزلاً عن الجميع وهو يحاول محو أثره بالفعل، ابتسم ديفيد لمظهره ذاك ثم تنهد وهز رآسه للجانبين.. ليام لم يتغير، لازال يحب الجلوس في الزواية بعيداً عن الانظار..

سرعان ما عبس وهو يتذكر ما عليه من مهمام لهذا اليوم ليس ذلك فحسب بل عليه مرافقة المزعج ابن بريمروز في هذا اليوم الجميل أيضا!! بدلاً من قضاء الوقت مع أخويه وصنع ذكريات جميلة، عميقة ولطيفة هو يجب عليه قضاء ذلك الوقت الثمين مع البرت !! تنهد ديفيد وهو يمسج مابين حاجبيه ناظراً إلى البرت الذي بدا الملل واضحاً على تقاسيم وجهه المنحوتة...

الشرير يريد فقط أن يرتاححيث تعيش القصص. اكتشف الآن