الشرير يريد فقط أن يرتاح

الفصل 63 - عقد

الحمدلله
ـــــ

تنفس بتعب نازلا من حصانه الأسود متجها لتلك القلعة التي دوى منها صوت انفجار كبير قبل لحظات وأخذت تعلوها سحابة دخانية خارجة من سقف القلعة متوجهة لاعالي السماء .. بكل خطوة يخطيها للداخل يزداد شعوره بالغرابة الموجودة في المكان، حدق لما حوله من أطلال ملاحظا آثار القتال الدموي الذي نشب فيها ..

برك الدماء قد انتشرت في كل مكان من حوله وعلى مساحة واسعة من الساحة الخارجية للقلعة المتهالكة ..

ابتلع ريقه بقلق لم يعد قلقا على فرد واحد فحسب من عائلته لأنه الان قلق على فرد آخر.. بالإضافة إلى ليام فهو قد جزم ان سام أيضا أصبح في خطر بعد اختفاءه مع آرثر وتشير جميع الدلائل على تواجده هنا ..

ما الذي سيفعله سام في قلعة مهجورة ويترك عملية البحث عن ليام؟ راودته تسائلات كثيرة بينما دلف للداخل لكن خطواته السريعة توقفت في مكانها عندما لاحظ حالة القلعة ..

صحيح أن المكان مهجور منذ زمن بعيد... لكن لم يتوقع رؤيته لهذه القلعة خصيصا! بهذه الكمية من الخراب..  وقع الجدار الضخم الذي كان مسندا مهم للجزء الجانبي منها واصبح كومة من الصخور مما أدى إلى سقوط جزء كبير من السقف ولم تسلم الأرض الرخامية من أهوال الانفجارات والقتالات فخسفت للاسفل وتقشر جزء كبير منها ..

إضافة الى اثار حروق سوداء وجدت في كل الأرجاء ..اين ما وقع نظر عشبي الأعين وجد الخراب ..

'فلتكونا بخير رجاءا'

تنهد ديفيد بقلق وهو يبتلع ريقه متمنيا أن مايفكر فيه خاطئ وان لا سام قد حضر لهذه القلعة مع آرثر .. ولا ليام انتهى به المطاف هنا.. استأنف خطاه متقدما الا ان خطاه تلك لم تلبث مستمرة عندما توقف مجددا حيث استشعر وجود جركة من بين أكوام الحجار والصخور التي كانت على يمينه .. لذا وبصورة غريزية ركز جميع حواسه رافعا حذره لأقصى حد ممكن واضعا يده على مقبض سيفه منتظرا اي كان ما يتحرك تحت الحطام أن يظهر ..

الفرسان خلفه تاهبوا أيضا لما هو قادم ..

ولكن بعد الانتظار لعدة ثوان لم يظهر شيء رغم أن الحركة مازالت مستمرة فتقدم احد الفرسان من كومة الصخور بنية فحص مايوجد أسفل الحطام .. وقبل أن يصل سمع الجميع تمتمة صغيرة

"القليل من الــ مسااعدة,,  لوسمحتم!!"

تردد صدى الصوت الخشن لذلك الرجل الضخم .. والذي للوهلة الأولى ظنه ديفيد إحدى الصخور التي تملأ المكان بأكمله...

من شروده صحى وتقدم ناحية الرجل ضخم الجثة متعرفا عليه مباشرة بأنه أحد المفقودين في المقاطعة لأن ديفيد كان قد رأى صورته سابقا في مكتب والده..