الحمدلله
___
صوت خطوات سريعة على الأرض الرخامية انسجمت مع صرير تحريك الأغراض هنا وهناك ، تجادل الخدم حول عرض الزينة وكيفية تجهيز القصر وصرخ رئيس الخدم بتنظيف كل شبراً من القصر ووصى بعدم ترك ذرة غبار وإلا سيطرد الجميع والذين بدورهم اسرعوا فيما يفعلون من اعمال.. منشغلين أكثر مما كانوا عليه.. راح الخدم يمسحون ويكنسون كل شيء يقع أمام ناظرهم بنشاط واجتهاد كبير..
خطى راكضاً من أمامهم وهو يفسح المجال لنفسه بالعبور بينهم بخفة ، كاد يسقط دلو الماء الذي تحمله أحدى الخادمات ولكنه تجنب ذلك بحركة خفيفة ، توقف لثواني معتذراً منها بأدب ثم أكمل ركضه صاعداً الدرج الكبير الذي يتوسط القصر للطابق الثاني..
طرق بخفة بعدم صبر وأدار مقبض الباب قبل أن يسمع أذن الدخول حتى..
"ديييف" بنفس مقطوع من الركض صرخ سام وهو يحاول تنظبم أنفاسه.
جفل !
جفل ديفيد الذي كان منغمساً في الملفات التي بين يديه وكاد ان يسقطها بسبب ارتعاش يده .. ردد بتأنيب قائلاً : "إلهي .. سام هل تنوي قتلي !! اطرق الباب قبل الدخول"
أرتبك سام قليلاً وأشاح قرمزيته عن ديفيد لكنه مالبث اعادها وهو يردد :
"اعتذر ... لكني طرقته !!" همس نهاية كلامه بغيظ طفيف.. ولكن سرعان ماعاد حماسه الذي انطفئ : "اليوم يادييف سيعود ليام !!" قالها بعيون لامعة وهو ينتظر رد فعل الآخر..
"أعلم ذلك، لقد صرعتني بهذا منذ ثلاثة أيام حين أخبرك ليام بموعد عودته !!" عدل نظارة القراءة خاصته مكملاً : "هل أنهيت واجباتك التي وضعتها لك ؟ أم انك كنت تتكاسل"
توسعت عينا سام قليلاً متذكراً مهامه ، لاعباً بأطراف أصابعه بتوتر نبس بخفة: "بشأن ذلك .. أرسلت الدعوات لحفل الميلاد ولكن ..."
"ولكن ماذا ؟" رفع ديفيد حاجباً وهو يرى توتر أخيه... عرف ان هنالك خطب ما جلل..
"لاتغضب حسناً.."
تأكد ديفيد من استناجه ذاك وتنهد بقلة حيلة مشيراً للاصغر باكمال ما لديه..
سام الذي تذكر طيف ديفيد الغاضب أخر مرة ازعجه فيها حيث حرفياً عاش جحيماً وقتها !! أكمل بتردد بعد أن لاحظ نظرات اخيه الثاقبة. "أخطأت في موعد الحفلة لبعضهم...."
أبتسم ديفيد ببرود وهو يحدق بأخيه الصغير بينما يقبض على القلم الذي في يده بقوة ... لاتغضب .. لاتغضب .. ردد لنفسه عله يهدأ ثم نطق مستفسراً "لمن ارسلتها وفي أي تاريخ أخطأت ؟"
أنت تقرأ
الشرير يريد فقط أن يرتاح
Fantasyمالذي سيحل بليام الذي استيقظ ووجد نفسه شريراً في رواية كان قد قرأها من قبل؟ بداية كل شيء في وسط الظلام فتحت عيناه بصعوبة يبدو عليهما التعب والثقل..أغمضت تلك العينين وفتحت مرة أخرى وأخرى حتى استطاعت أن ترى ضوء خافتًا متبلورًا لايعرف صاحب العينان إذا...