الفصل 21 - القرية الملتوية

6K 593 178
                                    

.
.
.

في صباح اليوم التالي:

رجفت الرموش البيضاء للنائم على سريره الملكي الكبير معلنة انفتاحها بتململ ليتخلل إليها الضوء الخافت الذي يسبق اشراق الشمس بدقائق، ناظراً إلى سقف الغرفة الكبيرة تنهد ليام عند رؤيته للشيء المعلق في السقف.

'الثرية مرة اخرى!'

هاااه

تنهد ليام مرة أخرى وهو يعتدل بجلسته على السرير وشعر بالقشعريرة ما أن سقط غطاء عن جسده الذي يغطيه رداء النوم الخفيف..

'لماذا الجو بارد هكذا!!'

أسرع بأخذ الغطاء ولفه حول جسده ليشعر بالدفء يتسلل إلى اعماق عظامه، هذا أفضل، فكر بذلك ياله من شعور مريح، دافئ ويجعلك ترغب بالبقاء هكذا للأبد!

أبعدت هذه الأفكار عني وأنا أعبث بشعري واقفاً من على السرير، اخذت معطفاً من الخزانة واضعاً إياه على كتفي، ثم خرجت إلى الشرفة وأنا اتثائب بملل..

السماء ملبدة بالغيوم البيضاء الغير ماطرة ولا زالت شمس الصباح نائمة، ولكن قد سطع نور الفجر بالأرجاء بالفعل، رائحة الصباح غزت أنف ليام معطية شعور بالنشاط... وهذا نادر!

جلست على المقعد الموجود في الشرفة وأنا انظر إلى السماء الزرقاء اللطيفة، الغيوم القطنية وضوء خافت يعلن استيقاظ الشمس من سباتها، ماهي إلا لحظات حتى ظهرت خيوط الشمس الصفراء التي تسللت من خلف الغيوم القطنية لتعطي منظراً خلاباً وشعوراً بالدفء والراحة..

أبتسم ليام وهو يشاهد المنظر الخيالي من شدة جماله يفضى أمامه، شعور الراحة هذا جديد عليه.. هو لا يزال لم يعتاد على هذا العالم، النوم دون ألم وتناول الطعام الذي يشتهيه، التحدث للآخرين وحتى التنفس براحة .. كانت اشياء حلم بها فقط، هل هذا حلم طويل؟ أم إني في غيبوبة وهذا كله خيال من عقلي الباطني؟ هل سأفتح عيني لاجد أن كل هذا ماهو إلا كذبة .. أخدع بها نفسي؟

هل سأستيقظ على واقعي في غرفة المشفى، ليخبرني عقلي الباطني أنه يلعب معي ويجب علي أكف عن الأحلام ... لا زلت لا أصدق أني خرجت من ذاك المكان الموحش !! ولكن هل تعلمون ما المضحك أكثر؟.. حسناً أنا أتمنى أن استيقظ من هذا الحلم ... إذا كان حلماً حقآ!! لا اريد البقاء هنا ... رغم الراحة والهدوء غياب الألم ويوجد هنا من يهتم لأمري، حسناً ربما لايهتمون بي أنا بل بليام الحقيقي لكن من سيخبرهم بذلك؟ ليس أنا بالطبع! رغم شعوري بالذنب قليلاً تجاههم.. ربما هذا أحد الأشياء التي أريد الاستيقاظ بسببها.. لكن السبب الحقيقي هو الخوف..

ماذا لو اعتدت كل هذا، ماذا لو تعلقت بالأشخاص او الأماكن، ماذا لو اعتدت شعور الراحة هذا وثم خسرت كل شيء، عائداً إلى الوحدة، المرض، الانكسار....

الشرير يريد فقط أن يرتاححيث تعيش القصص. اكتشف الآن