الفصل 59 - نقطة ضعف

5.6K 570 687
                                    

الحمدلله

ـــ

البرت الذي وقف على جسر مقوس الشكل متكئاً على حافته وهو ينظر إلى النهر الجاري اسفله، حول النهر اصطفت شجيرات متوسطة الطول ذات اوراق خضراء ربيعية، يستمع البرت لخرير الماء وارتطامه العذب خالقاً موجات مائية طفيفة تتصادم مع موجات القوارب الصغيرة التي اخذت تسير فوق النهر وتمشي حتى وصلت الجسر وعبرت من تحته بدون اي معوقات ..

وبين انشغاله بتأمل المكان بكل ملل استطاع رؤية امرأة على احدى تلك القوارب وهي تحمل كرة اتصال صغيرة.. تتحدث بها بعيداً عن الأعين المتلصصة... عدا عينيه بالطبع

اتكاً على حافة الجسر اكثر وهو ينظر ناحيتها باستغراب .. مظهرها رث للغاية وتبدو من طبقة فقيرة جدآ لذا من الغريب لفرد مثلها ان يحمل كرة الاتصال التي تقدر بثروة بالنسبة لها ..

سرعان ما اشاح بعينيه عنها ولم يطل اهتمامه بها كثيرا لأنه ببساطة لايكترث بشيء ممل كهذا..

أعاد التفكير بما يشغل باله وكل مايشغل باله حاليا هو لما لازال في هذه المقاطعة المملة ؟ ألم يجب عليه مغادرتها سابقا ؟ لم إذا لازال هنا ؟ هو لايذكر انه قام بمعاندة ليام وحاول إثبات نفسه وحسب لهذا هو لازال يقف فوق جسر ما حاليآ ..

بالطبع هذه الحادثة قد محاها عقله تلقائيا لأن في ذهنه ظن أنه فاز على ليام في ذاك اليوم حيث لم ينفذ ما طلبه منه ليام لذا هذا يعتبر فوزا له.. بل استطاع أيضا النيل منه واحراجه على طاولة الطعام بذكر افتقار لآداب  المائدة ومرة أخرى محى عقله ما قاله ليام في تلك الليلة حيث شبهه بالغراب ..

ابتسم آلبرت عندما تذكر وجه ليام المجبر على حضور المهرجان  .. ثم انتهى به الأمر في عداد المفقودين، فكرة انه ربما تم اختطافه بادرت ذهن البرت ولكنه لم يهتم بأمره فعلياً لذا عاد ليذكر ذاتخ باسباب بقاءه في هذه المنطقة..

لم يكن سبب حضوره للمقاطعة البعيدة هذه هو حفل ظهور ليام بكل تأكيد بل لأجل مقابلة راسيل الصغير .. آرثر راسيل ، الفتى الذي كثرت الشائعات حوله 'الرماح صغير' يشاع انه الافضل بين أقرانه في القتال وربما قد تجاوزهم بمراحل حتى! سيكون مستقبله باهراً بلا ادنى شك.. لذا كان هدف هذه الزيارة واضح وهو التأكد من صحة تلك الشائعات وإذ ما كانت تلك الشائعات تفيه حقه ..

ومجددا وجد نفسه يبتسم باستمتاع عندما تذكر إحدى تلك الشائعات والتي ذكرت كيف جعل آرثر راسيل من ليام ادمز المغرور يقع في غيبوبة !!

في الأكاديمية هو سيكون في نفس المرحلة مع هذان الاثنان وكم من الوقت الممتع الذي سيقضيه في مراقبة ماسيحدث معهما من اصطدامات ..

الشرير يريد فقط أن يرتاححيث تعيش القصص. اكتشف الآن