الفصل 36 - واقع

5K 604 119
                                    

.
.
.


السماء ملبدة بالغيوم الماطرة، سوداء كأنها تنوي بث حزنها في الأرجاء، قطرات صغيرة تقطر فراداً، بدأ سكان القرية بالاحتماء داخل متاجرهم أو العودة لبيوتهم رغم أن اليوم لم ينتهي بعد ... لكنهم قررو إنهاءه ، ذلك بسبب قساوة البرد ووميض البرق الذي يهدد بأمطار غزيرة ، هم لن يحصلوا على المزيد من الزبائن بأي حال لأن فصل الشتاء مخيم في الأجواء، وعاد أغلب السياح لمواطنهم ... غادرو القرية، أصبحت القرية التي كانت تعج بالناس شبه فارغة إلا من بعض سكانها ..

في أعلى قمة الجبل ... حيث وجد منزل صغير، وصل ذو الشعر الرمادي الطويل والذي بدا متعباً من رحلته ... سرعان ماتنهد عندما شعر بتحديق قاتل من أحداهن..

"مرحباً بعودتك سيد فابيان"

أبتسم بتكلف مجيباً تحيتة ذات رداء الكيمونو: "أجل لقد عدت" لم ينظر حتى ناحية تلك الفتاة التي كانت تحدق به بشرارة ... هو أخذ سيدها ليام منذ اكثر من ثلاثة أسابيع ولم يعطهم أي خبر عنه !! ولا حتى رسالة لتطمئن قلوبهم عليه ... والأن يعود وليام ليس معه حتى !

"أين هو السيد ليام؟" نطقت فيونا بحدة وهي تنظر اليه بغضب غير مكتوم ولم تحاول كتمه حتى .. وبالطبع أخر همها الأن الإحترام ! حتى لو كان هذا الشخص الواقف أمامها في الواقع ليس سوى معلم سيدها، أي أن منزلته بالنسبة لسيدها أكبر من خاصتها هي ... لكن هل يهم ذلك وخاصة أن سيدها مختفي وأخر مرة شوهد كان مع هذا الرجل ؟ كلا بالطبع !

"ألم يعد بعد؟" تسائل فابيان وهو ينظر إليها مستغرباً، مستحيل أنه بقى هناك طوال تلك المدة، لأكثر من ثلاث أسابيع ..... صحيح؟

"لم يفعل، اخبرني رجاءاً أين أخذته !!" نطقت باقتضاب واضح .. وغضب!

"كان ذلك جزءاً من تدريبه وسأذهب لاحضاره الآن" رد فابيان بعذر سريع، لتتشتت صورته ويختفي خلال ثوان ... تاركاً خلفه فيونا الغاضبة وهي تتوعد باشياء لن تستطيع فعلها .. لكنها حتماً ستحاول إذ ما أتت الفرصة!

أخذ فابيان يفكر لما لم يعد ذاك الصغير بعد !! ظن بأنه سيعود حالما تنتهي فترة الأسبوعين التي أعطاها له !! لقد سمعه يقول إنه لايعرف طريق العودة ... لكن يمكنه الإتصال بأحدهم ليرشده ! لما لم يفعل ذلك ..

ماهي إلا لحظات حتى وصل لذلك الجرف الكبير، بالطبع يستطيع فابيان أن يصله خلال ثواني بقدرته على التلاعب في الاثير من حوله، رغم أنه سياف لكن هذا لم يمنعه من تعلم بعض الحيل المفيدة ... كسرعة الضوء هذه في الوصل للأماكن التي تحتاج لأكثر من ساعة من المشي لقطعها !!

ما أن حطت قدمه على نهاية الجرف حتى صدم من المنظر ... في أعلى الجرف أمامه هناك كوخ صغير مصنوع من الطين، يخرج من أعلاه دخان مدفئة ... بباب خشبي مصنوع من أغصان الأشجار، وهناك نافذة صغيرة حتى ! نظر جانباً ويمكن رؤية آثار شواء شيء ما ..

الشرير يريد فقط أن يرتاححيث تعيش القصص. اكتشف الآن