الفصل 16 - روليت

6.1K 571 77
                                    


.
.
.
.

مشى في ظلمة الليل ويتبعه شخصان لم يظهر وجوههم بسبب الأقنعة التي غطتها إضافة إلى العبائات السوداء الطويلة والتي غطت هيكل جسدهم بالكامل.. تقدم صاحب القناع الأبيض أمامهم في وسط الطريق المظلم وهو يتبع شخصا رابعاً يدلهم على الطريق ...  توقف لثوان عندما وصل إلى ممر مظلم ضيق .. لايوجد أثر للضوء فيه سوى من خيوط ضوء القمر التي تتلاشى مع حركة الغيوم بين ألحين والأخر..

تيييجج

تم فتح باب عتيق مهترء أمامهم ليخرج منه صوت مزعج دلالة على عمر الباب الذي عفى عنه الزمن، أشار له الشخص الذي قادهم إلى هذا المكان بأن يظهر دعوته .. فرفع ليام صاحب القناع الأبيض يده مظهراً ظرفاً مسلماً إياه للحارس، الذي بدوره التقط الظرف فاتحاً إياه ونظر إلى الدعوة داخلها لتتوسع عيناه للحظة ثم عادت إلى طبيعتها الباردة، ثم تنحى عن الطريق بهدوء مفسحاً لهم المجال بالدخول..

"أرجو أن تستمتع سيدي"
هذا ماقاله الحارس قبل أن يغلق الباب ويعود لموقعه بجوار الباب للحراسة.

تجاهل ليام ما قاله بالطبع.. مبتسماً المحيا وهذا لايظهر للأخرين لأن وجهه مغطى بالقناع الأبيض وشعره غطته عبائته بالكامل..
وقف أمام النادل المخصص له، حيث يخصص نادل لكل ضيف في هذا المكان.. ليرشده إلى غرفته الخاصة.. تبعه ليام حتى وصل إلى مقعده أمام طاولة كبيرة، ليست طاولة عادية لأنها طاولة قمار او طاولة روليت حيث تتوسطها عجلة مقسمة لعدة أقسام فيها العديد من الأرقام والحروف ويمكن رؤية كرة الروليت الشهيرة وقد توقفت فوق أحد هذه الارقام والتي يرميها النادل في كل جولة بعد أن يدير العجلة المتوسطة للطاولة.

وقف الاثنان الذان ما لبثا يتبعان ليام بكل خطوة يخطيها خلفه مباشرة، بل كادا أن يلتصقان بمقعده لشدة قربهما مما جعله يعقد حاجبيه بإنزعاج..

جلس حول الطاولة العديد من الأشخاص منهم السكارى ومنهم المهووسين الذين قاموا بشعف واقتلاع شعرهم بالفعل أثر الخسارة المتكررة التي مرت عليهم، أبتسم ليام لمظهرهم الأخرق المبعثر ،رجال يتجاوز عمرهم الثلاثين وهم في هذه الحالة المزرية ..
تجاهلهم ببساطة رافعاً يديه ليخرج رقاقات الرهان التي تساوي عشرة الاف قطعة ذهبية بالفعل ورماها أمامه على الطاولة بلا مبالاة.. تحت أعين الحاضرين الذين اعتلت ملامح الصدمة وجوههم من ذلك .. عشرة آلاف قطعة ذهبية ليست بالمبلغ القليل بتاتاً، هم يعملون بجد لأشهر ولن يحلم أحد منهم بجمع هذا المبلغ!

"أي رقم ستراهن عليه سيدي"
سأل النادل الذي وقف يترأس الطاولة دون أن يرف له جفن من المبلغ هذا..

"سبعة"
أجاب ليام بملل، لقد كان هدفه الحضور إلى هنا وهاقد حضر أخيراً!!

الشرير يريد فقط أن يرتاححيث تعيش القصص. اكتشف الآن