الفصل 50 - عودة

4.8K 525 329
                                    


الحمدلله
ـــ





طليت السماء بلون طيف أحمر مصفر ممتزجاً معاَ مكوناً لون غروب بديع، أعطت الشمس أشاراتها تلك لتعلن رغبتها في النوم ليحل الليل في الأجواء، عكست خطوط اطيافها على الغيوم القطنية والتي ظهرت وكأنها حمم معلقة في السماء تنتظر الإشارة للخمود والانجماد..

ماهي إلا دقائق حتى حل شفق الليل وانغمست الشمس أكثر في سباتها ولم يبقى منها سوى طيف خفيف وكأنها ماكانت عالية تنير الأرض ومن حولها..

وقفت عجلات العربة الضخمة بسبب وقوف الاحصنة التي كانت تقوم بجرها خلفها.. أمام بوابة عملاقة سوداء اللون، نزل صاحب الشعر الأبيض الناصع وهو يلتفت يمناً ويساراً يستشعر الهدوء الغريب..

"هل نحن في المكان الصحيح؟ بحماس سام ذاك... ظننته سينتظر واقفاً أمام البوابة لأيام" تمتم ذلك لنفسه وهم للداخل مكملاً "خذوا قسطاً من الراحة جميعاً، بعدها يمكنكم العودة لأعمالكم اليومية.. لقد عملتم بجد"

رد الجميع بوقت واحد "حاضر سيدي"

تقدم إلى الأمام بخطوات كسولة وكأنه يجاهد نفسه حتى يصل إلى بوابة القصر الداخلية، والتي كانت مفتوحة على وسعها، فدخل ببساطة..

ما أن خطت قدمه القصر الكبير حتى لاحظ لمعان الأثاث الجديد والديكور الغريب الذي لم يعتده حتى بعد أن عاش هنا قرابة الشهر سابقاً... شاهد الخدم يركضون هنا وهناك ولم يلحظ قدومه أحد، لاحظ الزينة الغريبة والمبهرجة زيادة عن اللازم وكأنهم يستقبلون احتفال كبير..

"ماهذا.. مالذي يجري" تمتم بذلك بفضول ولكن سرعان ما هز رأسه مغيراً رأيه ... هو لايهتم بما يجري هنا كل اهتمامه حاليآ منصب على أخذ قسط من الراحة ثم إتمام أعماله التي ستضمن راحته في المستقبل .. لكن هناك سؤال حيره للغاية 'اين ديفيد وسام.. توقعت على الأقل استقبال حاراً منهما.. هل كنت مخطئاً؟'

هز كتفيه بأستسلام ودخل للقصر بنية الذهاب لغرفته العزيزة والتي اشتاق لها كثيراً، هو متعب بشدة لذا النوم جل مايحتاجه الآن..

'عقلي لايعمل جيدآ وأنا متعب.. لهذا أرى فتى كالدمية بشعر أشقر يعكس لون عينيه الذهبي الناصع.. يبدو أني بدأت بالهلوسة..'

هذا مايفعله التعب ياجماعة.. يبدأ عقلك بصنع كافة الأشياء التي لاتخطر على بال أحدهم ويجعلك في حيرة من أمرك فحسب ... لذا عليك الراحة ان كنت متعباً! لا اعلم مالذي يستفيده العقل من صنع تلك الهلاوس التي لافائدة ترجى منها ويقوم بصرف سعرات حراراية ليصف لي مشهداً او شخص ما ليزيد تعبي فحسب !

أكملت طريقي لأجد فتاة تشبه تلك الهلوسة من السابق ... إلهي .. عقلي لاتلعب معي الآن!! لم القي بال للفتى ثم تقوم بصنع فتاة نسخة طبق الأصل منه ؟ حركت رأسي للجانبين محاولاً تجاهل هلوسات عقلي ولكن..

الشرير يريد فقط أن يرتاححيث تعيش القصص. اكتشف الآن