الفصل التاسع عشر (صديقي مينا!)

276 27 2
                                    

يَعز عليّ ان تتغيّر مكانتك دون أن يكون لي أي حيلة في استعادتك ، دون أن أشعر بتحسّر على خسارتك حتى .
_____________

"لا يا عم مينا زمانه جاي ايه اللي بتقوله دا"

هكذا أردف بها حسام وهو يُحادث علي في الهاتف ليدلف إلى مكتبه قائلًا بنبرة قلقة:علي بالله عليك كفاية ترعبني مينا زمانه جاي بلاش كلام فاضي

جاءه مكالمة أخرى ليُبعد الهاتف عن أذنه ويرى ليل يُهاتفه، تحدث حسام بعدما وضع الهاتف على أذنه وقال:أستنى هردّ على ليل خليك معايا

أبعد الهاتف وأجاب على مكالمة ليل قائلًا:أيوه يا ليل ... مينا؟؟!

أردف بها برعب وشحب وجهه فجأة وهو يستمع إلى بقية حديث صديقه ليصرخ بهِ فجأة قائلًا:مينا صاحبنا ... لا كداب مينا فـ الطريق ... انا كلمته وهو قالي إنه فـ الكنيسة وهييجي على خمسة أزاي ... مستحيل يا ليل مستحيل مينا زي الفُلّ أقفل ... أقفل بقولك

أغلق معه ومع علي كذلك ثم أخذ مفتاح سيارته وخرج مِنّ مكتبه بسرعة البرق، وأثناء سيره أوقفه جملة العسكري الذي كان يُحادث صديقه

"سمعت اللي حصل سيادة الملازم مينا جرجس أتضرب عليه نار وهو فـ الكنيسة والدنيا مقلوبة وحالته خطر"

تجمد حسام في مكانه وهو يشعر الصدمة تلجمه حتى أنه لَم يُجيب على العسكري الذي كان يُحادثه وكأن الرؤية أصبحت سوداء أمامه، لقد كان قلبه يستشعر حدوث كارثة!
_______________

كانت الأجواء مشحومة والنساء يصرخن والأطفال يبكون والمسعفين ينقلون المصابين والجرحى بسرعه فائقة إلى سيارات الإسعاف كي يتم نقلهم إلى المستشفى وإسعافهم

تقدم ليل مِنّ موقع الحادث وهو ينظر حوله يبحث عن صديقه علّه يراه بين هذا الحشد الكبير، بينما كانت هناك سيدتان كبيرتان في السن وثلاث فتايات وطفلان يقفن بـ القرب مِنّ بوابة الكنيسة ينتظرن خروج فردًا آخر مِنّهم

نظر إليهن ليل وتقدم مِنّهن في نفس الوقت الذي وصل فيه علي ليلحق بهِ عندما رآه يتوجه إليهن، أقترب ليل مِنّهن ليراهن والدة مينا وجدته وشقيقاته الثلاثة ولَكِنّ أين مينا لِمَ هو ليس معهم!

نظرت إليه والدة مينا بوجهٍ باكِ لتتذكره عندما أخبرها ولدها أنه يُدعى ليل صديقه في العمل، تحدث ليل بنبرة هادئة وقال بترقب:حضرتك والدة مينا مش كدا

بكت السيدة مرة أخرى وهي تقول:أيوه

وصل علي إليهم ووقف خلف ليل الذي تحدث مرة أخرى قائلًا بنبرة حذرة:هو مينا فين انا أعرف إنه كان معاكوا

تحدثت والدة مينا بنبرة باكية وبجانبها والدتها وشقيقاته يبكون قائلة:أيوه كان معانا فعلًا وكنا بنصلي فجأة أشتغل ضرب النار حوالينا مِنّ كل مكان والإزاز بعدها بدأ يتكسر وملثمين بدأو يضربوا فينا ... مينا كان جاي مِنّ غير سلاح ومكانش مِدي خوانه وسابنا وجري عشان يعرف يكلم أي حد فيكوا يلحقنا ... شويه وسمعنا صوت حاجه بتنفجر والصريخ بقى فـ كل مكان وشباب كتير بتقع قدامي ميتين وأبني لحد دلوقتي مظهرش ولا قالي يا ماما انا كلمت حد مِنّ المديرية ... هو مجاش أصلًا وبعدها حسيت بـ حاجه ناشفة بتقع على راسي ومحستش بعدها بـ أي حاجه غير إن في أتنين مسعفين شايلني وبيجروا بيا والدم مغرق وشي ... فوقت شويه وبسأل على مينا بيقولولي مش لاقيينه والكنسية جوه أغلبها واقع ولسه بيطلعوا ناس مِنّ تحت وانا واقفه مِنّ ساعتها على أمل إني أشوف أبني بس مش لقياه لحد دلوقتي

احببتها ولكن ج7 "حرب الأعداء"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن