<"هُدِمَت الدار ومعها هُدِمَت الأحلام">
كان يدور حول نفسه في إحدىٰ طرقات المستشفى أمام باب غرفة الفحص القابع بها أخيه الصغير، الخوف ينهش قلبه دون رحمة وكأنه أقسم على تعذيبه متلذذًا برؤية الخوف يحوم حوله، وبعد القليل مِن الوقت خرج "الطبيب" ليلتفت إليه الآخر سريعًا مندفعًا بقوله:
«خير يا دكتور طمني على أخويا»
«أتفضل معايا»، نطق بها "الطبيب" بنبرةٍ هادئة متوجهًا إلى مكتبه ليلحق بهِ "حُـذيفة" وهو لا يفهم شيء والخوف واضحًا على معالم وجهه، جلس على المقعد الموضوع أمام مكتب "الطبيب" وهو ينظر إليه ليرىٰ الآخر ينظر إليه وتحدث بنبرةٍ هادئة قائلًا:
«واضح إن الأستاذ "يزيد" ممتنع عن الأكل مش كدا؟»
حرك "حُـذيفة" رأسه برفقٍ وهو حقًا لا يعلم ماذا يقول فبالتأكيد آخر بحالته تلك مِن المؤكد أنه ممتنع عن الطعام، صمت "الطبيب" لحظات ثم أكمل حديثه وقال:
«الأستاذ "يزيد" أخوك لمَ عملناله فحوصات وأشعة لقينا إنه عنده مشاكل فـ الأمعاء، وعنده أنيميا حادة، الأنيميا لوحدها كارثة خصوصًا لو كانت حادة، فـ حالة أخوك لازمله حُقَن، بس مع وجود مشاكل فـ الأمعاء الدنيا باظت خالص»
«انا أخويا عنده إيه بالظبط يا "دكتور"؟» نطق بها "حُـذيفة" بنبرةٍ هادئة متسائلة وهو ينظر إلى الطبيب الذي تنهد بهدوءٍ وقال:
«بُص يا "حُـذيفة" انا مش هكدب عليك، أخوك عنده مشاكل فـ النخاع العظمي، يمكن الموضوع بان دلوقتي بعد ما حصلت تطورات والوضع أصبح متخذ منحدر الخطورة، أخوك باين عليه تعبان أوي ومع الضغط والتعذيب اللي أتعرضله الوضع زاد سوءً، أخوك لازم يدخل عمليات، لازم يعمل عملية زرع نخاع، وطبعًا لازمله متبرع مِن الدرجة الأولى واللي بيكون حدّ مِن الأخوات»
«وهو لازم يسافر بره ويعملها؟»، نطق بها "حُـذيفة" متسائلًا وبات الخوف والقلق باديان على معالم وجهه بشكلٍ ملحوظ خصيصًا حينما ظهر الإضطرب على نبرة صوته
«لا خالص إحنا ممكن نعملهاله هنا المستشفى فيها تيمز على مستوىٰ عالي وخبرة مفيش أي داعي للسفر بره أو الخوف» نطق بها "الطبيب" مبتسم الوجه يطمئنه، فكر الآخر لبضع دقائق قبل أن يتخذ القرار وينظر إلى "الطبيب" قائلًا:
«انا هكون المُتبرع يا "دكتور"»
«متأكد يا "حُـذيفة"؟» نطق بها "الطبيب" الذي سأله بأهتمامٍ واضحٍ ليؤكد إليه "حُـذيفة" بإماءة خفيفة برأسه وقد أتخذ قراره الأخير في ذلك ولن يتراجع لو للحظةٍ واحدة، خرج مِن مكتب "الطبيب" وهو يعبث في هاتفه ليضعه على أذنه ينتظر إجابة الطرف الآخر الذي لم يدوم طويلًا وكان يُجيبه
«أسمعني كويس يا "ليل" عشان مفيش وقت، انا داخل عمليات كمان نص ساعة عايزك تجيبلي شوية حاجات وتجيلي وبرضوا عايزك تعرَّف "بابا" و "ماما"و "أيسل" براحة وتجيبهم، انا قدرت أوصل لـ "يزيد" وأختصار الموضوع عشان مفيش وقت أشرح بالتفصيل "يزيد" تعبان أوي وهيعمل عملية زرع نخاع ولازمله متبرع ومفيش غيري فـ عشان كدا خدت قرار إني هبقىٰ المتبرع، عايزك بس دلوقتي تحاول تظبط الدنيا بسرعة وتجيلي بيهم هتقدر ولا لا، تمام متتأخرش وانا هعمل شويه أشعة وتحاليل كدا أتطمن عشان لو فيه حاجه لقدر الله أشوف متبرع تاني، تمام هستناك»
أنت تقرأ
احببتها ولكن ج7 "حرب الأعداء"
Aksiتأتيك الرياح من حيث لا تشتهي السفن، وتظن أنك قد نجوت ولكن عندما تشتدّ الرياح في يوم مشمس ولطيف تُيقن بـ أن النهاية لَم تنتهي بعد وأن هذا لم يكن سوى بداية لحرب قائمة لوقتٍ طويل