الفصل الثالث والخمسون (سقوط الفئران)

251 15 0
                                    

"الفصل الثالث والخمسون"
_حرب الأعداء_

___________________

يا مؤنِسي فى وحدَتى
يا مُنقذِى فى شِدتى
يا سَامعاً لنِدائي
فإذا دَجَى لَيلِي وطال ظلامُهُ
نادَيتُ يــآربّ .. فكُنتَ ضِيائِي.

_نصر الدين طوبار.

______________________

<"بريءٌ في عالم الوحوش، وضريبةٌ وجب دفعها.">

بعض الوعود لا توفى ولا الروابط تظل متشابكة ولا النجوم تظل ساطعةً في السماء ولا النفوس الخبيثة تصبح حبيبة، غريبٌ لا يعلم لماذا يتم معاقبته على جرائمٌ لَم يكترفها ولَكِنّ يبدو أنه مازال يملُّك الوقت الكافي للهرب قبل أن يدفع ضرائب غيره.

وبعد مرور القليل مِن الوقت بمجاورته إليها سَمِعَ صوت هاتفه يعلنه عن وصول رسالة إليه، أخرجه مِن جيب بنطاله وولج على التطبيق الشهير "واتساب" لتتبدل معالم وجهه سريعًا وهو يرى تهديداتٍ صريحة ومباشرة مِن رقمٍ مجهولٍ يحذره بسحب الشكوى المقدمة ضد جدته حتى لا يتم قتل زوجته وطفله.

_قم بسحب شكواك أنت وأخيك التي قدمتها ضد جدتك حتى لا تعود قريبًا مِن العمل تراها جثةٌ هامدة غريقةً في دماءها هي وطفلك!.

جحظت عينيه بعدم أستيعاب وهو يقرأ تلك الكلمات مرارًا وتكرارًا على أملٍ أن يكون يُهيئ إليه ذلك، فهذا لا يستطيع تقبُله مهما حدث فلَن يتهاون في حياة زوجته وكذلك طفلته، تندى جبينه وتوترت وتيرة أنفاسه وأصابه التخبط ولذلك نقل بصره أولًا إلى زوجته التي أنتظمت أنفاسها وغطت في ثباتٍ عميق ليقوم بإبعادها عنهُ برفقٍ شديدٍ حتى لا تستيقظ، خرج مِن غرفته بعد أن أغلق الباب خلفه وعقله يُفكر ماذا عليه أن يفعل الآن فكل ما يثير خوفه زوجته التي لن يجعلها تقع ضحيةً لأفعال جدته الحمقاء تلك مهما حدث.

عبث في هاتفه بأنامل مرتعشة فهو حتى الآن يتذكر حينما قامت بتهديد أخيه الأكبر بأذيتها إليه هو وكانت في غضون أيام مُلقيةً إياه في مصحةٍ نفسية بعد أن أستغلت ذكرياته السوداء ونوبات الخوف والإضطراب التي تلازمه بعد أن تلاعبت بخلله ذاك متلذذةً بمعاناته وصراخه، وضع الهاتف على أذنه لبرهةٍ مِن الوقت منتظرًا إجابة أخيه الذي بالطبع أستغرق وقتًا حتى أجابه أخيرًا وحينما سمعه تحدث بتلهفٍ قائلًا:

_"إيدن"، "إيدن" رجاءًا أخي إنهض وتعال إليَّ في الحال أنا الآن في ورطةٍ كبيرة.

_ورطةٍ ماذا يا رجلُ هل أفقدتك زوجتك عقلك؟ أتهاتفني الثالثة فجرًا لتقول لي أنكَ في ورطةٍ كبيرة، ماذا يا أخي هل فقدت ثوابكَ للتو؟.

أراد أن يصرخ بهِ ويُعنفه ويفعل جميع ما يريد ولَكِنّ منعه زوجته التي كانت نائمة في الأعلى ولذلك تمالك أعصابه سريعًا قبل أن يفقدها ويصرخ بهِ ليقول بنبرةٍ حادة لا تقبل الجدال أو المزاح:

احببتها ولكن ج7 &quot;حرب الأعداء&quot;حيث تعيش القصص. اكتشف الآن