"الفصل التاسع والخمسون"
_حرب الأعداء_______________________
عفا الله عن عبدِ أعانَ بدعوةٍ،
خليلين كانا دائمين على الودِّ،
إلى أن مشى واشي الهوى بنميمةٍ،
إلى ذَاكَ مِنْ هذَا فَزَالاَ عَنِ الْعَهْدِ._الإمام الشافعي.
______________________
قُل مات الفتى البريء في ليلةٍ صافية كانت النجومُ تُزين سماءها في ليلةٍ صيفية هادئة، قُل قُتِلَ الفتى على أيدي ذئابٍ بشرية الغلُ والحقدُ يملئ قلوبهم كي يوصلهم إلى قَتل فتى مازال في بداية الطريق يشقه بحثًا عن مستقبلٍ مشرقٍ يليقُ بهِ، قتلوه وساروا في جنازتهِ باكيين وكأنهم بُراء مِن جُرمهم الفاحش غافلين عن أن هُناك عدالتين ستلحقان بهما أينما ذهبوا، عدالة الأرض والتي مِن المتوقع أن لا تتحقق وعدالة أخرى تُسمى عدالة السماء.
<"قتلوه حيًا وصاروا يُنكرون فعلتهم!.">
كانت الصدمة حليفة الطرفين والقهرة تأكل القلوب والألم يعتصر الصدور، كان "عـز" الأكثر نصيبًا مِن الصدمة فالوضع الآن ليس في صالحهم وكل يوم يمَر بهم يكون الوضع أصعب عن زي قبل فهو يرى أخيه يبكي كل يومٍ ألمًا والضعف يُسيطر عليه وهو يقف لا يَملُك شيئًا ليفعله فهو قليل الحيلة كل ما يملُكه لهُ هو الدعاء إليهِ، سقط جالسًا على المقعد بجسدٍ متراخي وأعينٍ زائغة وألمٍ أصاب الروح وطعنها العديد والعديد مِن الطعنات لا يعلم أنها قد فارقت الحياة منذ أول طعنة.
نظر "عبدالرحمن" إلى "حُـذيفة" الذي شعر بالحزن على ابن عمه الذي تلقى الصدمة الكبرى حينما عَلِمَ الشيء الرئيسي في مرض أخيه، بدأ "عـز" يبكي بضعفٍ وألمًا على أخيه المسكين، نظر إليهِ "حُـذيفة" وزفر بعمقٍ ثم أقترب مِنهُ بخطى هادئة ليجلس القرفصاء أمامه واضعًا كفه بكف ابن عمه يُشدد مِن أزره قائلًا:
_إيه يا "عـز" إيه اللي حصل ما توحد الله كدا وتصلي على النبي دا نصيبه وقدره مكتوب عند ربنا، طب ما هو لو مش مكتوبلوا كان متأذاش بيه حتى لو هما عملوه، بس ربنا كان رايد إنه يجيله ويتعالج ويتعب ويقع ويقوم، ربنا عمره ما جابلنا أي حاجة وحشة بالعكس هو في إبتلاء وكثرة الابتلاءات للعبد محبة مِن ربنا دا كله فميزان حسناته كل وجع بيحس بيه سواء قوي أو ضعيف بيكفر عنه ذنب مِن ذنوبه دا كله مبيحصلش مِن فراغ وأنتَ مؤمن وعارف الكلام دا كويس أوعى تخلي الشيطان يستحوذ على تفكيرك ويخليك تشوف غير كدا، كل ما دماغك توديك مكان بعيد طريق شيطان تستعيذ بالله على طول وتفتكر إن في ربنا قال أدعوني أستجيبُ لكم، وحد الله وأهدى ربنا معاه وكلنا معاه مش هنسيبه.
أنهى حديثه ومِن ثم بدأ يُمسّد على ذراعه برفقٍ محاولًا تهدأته، فيما كان "عبدالرحمن" مازال مذهولًا لا يُصدق أن هذا هو السبب فيما هو عليهِ الآن وها هو الآن يُفكر في حالة "فـادي" النفسية حينما يعلم شيئًا كهذا بالتأكيد ستنهار حصونه المنيعة التي يحارب لبقاءها صامدة أكبر وقتٍ ممكنٍ، نظر إلى "حُـذيفة" وقال بنبرةٍ هادئة متسائلًا:
أنت تقرأ
احببتها ولكن ج7 "حرب الأعداء"
Acciónتأتيك الرياح من حيث لا تشتهي السفن، وتظن أنك قد نجوت ولكن عندما تشتدّ الرياح في يوم مشمس ولطيف تُيقن بـ أن النهاية لَم تنتهي بعد وأن هذا لم يكن سوى بداية لحرب قائمة لوقتٍ طويل