الفصل السابع والثلاثون (أمرٌ مِن النيابة)

309 27 9
                                    

«"ومع أول قلم الدنيا أدتهوني، جريت عليك أقول أخويا"»

دلف "مـينا" إلى منزله مغلقًا الباب خلفه بهدوءٍ ثم دلف إلى الداخل وقد تصلب جسده مكانه مصعوقًا عندما رأها أمامه، جحظت عينيه بصدمةٍ يُحاول أستيعاب ما يراه، هل هذا حقيقي أم ماذا، ولَكِنّ أستفاق على ركضات "جـرجس" الذي كان يبكي إليه لينحني هو بجذعه العلوي حاملًا إياه على ذراعه قائلًا:مالك يا "جـرجس" فيك إيه يا حبيبي ومين اللي عمل فيك كدا

كان وجه الصغير مغطى بالكدمات الغامقة والجروح تعتلي ذراعيه الصغيرة مِمَّ جعله يقف مدهوشًا مكانه، بكى الصغير أكثر ودفن رأسه في عنقه ليربت "مـينا" على ظهره بحنو ونقل بصره إلى شقيقته التي كانت كـ حال الصغير ليقول بنبرةٍ منفعلة بعد أن تراخت أعصابه وعقله يصور إليه الآف السيناريوهات البشعة:في إيه يا "كـاترين" إيه اللي حصل، ومين اللي عمل فيكي كدا أنتِ و"جـرجس"

أقتربت مِنهُ "كـاترين" وأرتمت بأحضانه وهي تبكي ليضمها هو بذراعه إلى أحضانه لينظر إلى والدته وهو لا يفهم شيء وأكثر ما يكرهه هو الصمت الذي يقع وقت حدوث الكارثة، وقبل أن يصرخ بها كي يفهم ما حدث سَمِعها تقول بنبرةٍ باكية:أتهجم عليا يا "مـينا" فـ غيابه، أتهجم عليا انا وأبني ونزل فينا ضرب لحد ما كُنْا هنموت فـ إيده

ألجمته الصدمة الكبرى حينما أخبرته شقيقته وللحق هو لَم يحتاج إلى الكثير مِن الوقت فـ أوضحت الفاعل دون ذِكر أسمه، ومَن سواه يفعل بها ذلك، أبتعدت عنه وهي تنظر إليه بوجهٍ باكِ ورأى نظرة الإنكسار في ملقتيها التي غلفتهما الحزن بوضوح

«"بـيشوي" جوزك عرف؟» نطق بها بحذرٍ شديد وترقب لتحرك هي رأسها تنفي ما قاله، نظرت إليه والدته التي كانت تبكي على حال أبنتها وحفيدها قائلة بنبرةٍ باكية:بتفكر فـ إيه يا "مـينا"

نظر إليها "مـينا" بطرف عينه وقد أحتل الإجرام معالم وجهه وعيناه التي أسودت دون أن يتحدث، نظر بعدها إلى "كـاترين" ليرى حالتها سيئة للغاية ولذلك ترك أفكاره وجرائمه جانبًا وأجلس شقيقته ثم أجلس بجوارها صغيرها الذي تمسك في "مـينا" يرفض تركه، بينما أبعد "مـينا" ذراعي الصغير وهو يطمئنه قائلًا بنبرةٍ هادئة:متخافش يا حبيبي انا جنبك أهو مش هروح فـ حتة

«متسيبنيش يا "مـينا"» نطق بها "جـرجس" بصوتٍ باكِ مغلف بالخوف ليطبع قْبّلة على يده الصغيرة وقال بنبرةٍ رخيمة:متخافش يا قلب "مـينا" هجيب حاجه مِن جوه وأجيلك على طول، متخافش

أطمئن الصغير قليلًا ليتركه مينا ويذهب إلى غرفته وقد تبدلت معالم وجهه في سرعة البرق، أغلق الباب خلفه وأخرج هاتفه مِن جيب سترته وعبث بهِ قليلًا، بالطبع الغضب يسيطر عليه والأمر بدأ يخرج عن السيطرة في غياب "بـيشوي"، وضع الهاتف على أذنه ينتظر ردّ الآخر الذي لَم يطل كثيرًا

احببتها ولكن ج7 "حرب الأعداء"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن