ليلة العيد (٢)

255 20 16
                                    

الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله
الله أكبر الله أكبر ولله الحمد
الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله العظيم بكرةً وأصيلا

طابت أعيادكم

بعتذر عن التأخير
___________________

<"لا عيد بدون صلاة!">

كانوا الرجال يجلسون في مصلىٰ الرجال يستمعون إلى التكبيرات ويُرددون خلفها بهدوءٍ، كلٍ مِنهم شاردًا في عالمهِ الخاص، يقوم بمقارنة حياته السابقة مع الحالية ليظهر الفارق بينهما كـ شعاع الشمس، كل واحدٍ مِنهم لديه حياته الخاصة، كلٌ مِنهم شخصيته تختلف عن الآخر وقد يتفقون في أشياءٍ ضئيلة وخلافاتهم تكون كثيرة وفي كل شيءٍ، ولَكِنّ ثمة شيئًا واحدًا يمجمعهم دومًا، خوفهم على بعضهم البعض، شجاعتهم التي تظهر كشجاعة الأم التي تدافع عن منزلها لحماية صغارها، حُبّهم لبعضهم البعض

ثمة أشياء كثيرة تجمعهم سويًا حتى وإن أختلفت الآراء، وهُنا يأتي دور المقولة الشهيرة «أختلاف الرأي لا يفسد للوِّد قضية» وأخرىٰ أيضًا تقول «لولا أختلاف الأذواق لبارت السلع»، لا بُد مِن الإختلاف بيننا على شيءٍ فجميعنا لا نملُّك ذوقًا واحدًا بل يتعدد بين الأشخاص وبعضهم البعض، يصعُب على العدو النَيل مِن خصمه وهذا يعود إلى قوة ترابط خصمه مع رفيقه لتتشكل قوىٰ لا بأس بها يصعُب التغلُب عليها حتى أمام ألف عدو

كان "علي" شاردًا وصغيره يجلس بين أحضانه هادئًا حتى رفع رأسه ينظر إليه للحظاتٍ ليستطيع فيها جذب أنتباه الآخر الذي نظر إليه وأبتسم لهُ بحنوٍ ممسّدًا على خصلاته البُنية الناعمة برفقٍ وهو يرىٰ الفارق الكبير الذي تشكل على مدار هذه السنوات لتزداد حياته بهجةً وسعادة تُضاهي بهجة الجميع في هذه اللحظة

«أستقيموا إلى الصلاة يرحمكم الله وأقبلوا على الله بقلوبٍ خاشعة وصلوا صلاة مودع»

صدح صوت "الإمام" يأمرهم بتسوية الصفوف أستعدادًا للصلاة ليخرج مِن شروده وينهض بهدوءٍ يقف مكانه ويقوم بإيقاف صغيره بجواره، لحظات وبدأو يؤدون صلاتهم وهم يُكبرون خلف "الإمام" ليصدح صوت هذا العدد المهول مِن الرجال يجعل الصخر يهتز مِن مكانه، وآهٍ مِن جمال تلك اللحظات، فـ صلاة العيد حقًا تُشكل فارقًا بالنسبة إلى المرء، فبدون صلاة لا عيد، وبتأدية الصلاة يُصبح العيد مبهجًا، العامل الرئيسي الذي يجعل المرء يشعر بتلك الأجواء وبفرحة الأعياد هي الصلاة

أنتهوا مِن تأدية الصلاة وجلسوا يستمعون إلى الخطبة فهي سُنة عن رسولنا الكريم صلَّ الله عليه وسلم، كان "فادي" يستمع إلى الخطبة بعقلٍ شاردٍ، ففي الأمس ظلَّ يدعو إلى الله الواحد الأحد أن يشفيه ويعفو عنه وأن يجعل آلامه في ميزان حسناته، لَم يمل بتاتًا مِن الدعاء، بل يظل يدعو كل يوم وكل ليلة وفي كل زمانٍ ومكان، كان "عـز" يجلس بجواره يستمع إلى الخطبة وهو مبتسم الوجه فكان ينتظر تلك الأيام التي يُريح بها عقله وفؤاده يستكين مِن متاعب الحياة وصعابها

احببتها ولكن ج7 &quot;حرب الأعداء&quot;حيث تعيش القصص. اكتشف الآن