الفصل الواحد والخمسون (جاء الميعاد لردّ الحق)

255 17 5
                                    

"الفصل الواحد والخمسون"
_حرب الأعداء_

___________________

ألا إنّما الإخْوانُ عِنْدَ الحَقائِق
ولا خيرَ في ودِّ الصديقِ المُماذِقِ
لَعَمْرُكَ ما شيءٌ مِنَ العَيشِ كلّهِ
أقرَّ لعيني من صديقٍ موافقِ
وكلُّ صديقٍ ليسَ في اللهِ ودُّهُ
فإنّي بهِ، في وُدّهِ، غَيرُ وَاثِقِ
أُحِبُّ أخاً في اللّهِ ما صَحّ دينُهُ
وَأُفْرِشُهُ ما يَشتَهي مِنْ خَلائِقِ
وَأرْغَبُ عَمّا فيهِ ذُلُّ دَنِيّةٍ،
وأعلم أنّ اللّهَ، ما عِشتُ،
رَازِقي صَفيَّ، منَ الإخوانِ،
كُلُّ مُوافِقٍ صبورٍ على ما نابَهُ من بوائِقِ
وشر الأخلاء من لم يزل يعاتب طورا وطورا
يذم يريك النصيحة عند اللقاء
ويبريك في السر بري القلم

_أبي العتاهية

________________________

<"وولِدَ ليأخذ الصفعات مِن الجميع ووجب عليه الطاعة إليهم">

في بعض الأوقات يكمُن شر المرء نحو الآخر في الخفاء وتظهر نواياه الحسنة وحُبّه الزائف إليه، شخصٌ مخادعٌ وماكرٌ عاش بينهم وأكل معهم وشرب معهم كذلك وعَلِمَ أسرارهم أجمع ونقاط ضعفهم ليأتي هو في ليلةٍ وضحاها يستغل كل ذلك لصالحهِ هو، طعنهم غدرًا في ظُهورهم ونزع وجه البراءةِ ذاك ليظهر إليهم معدنه الأصلي وحقده الكامن إليهم بداخله.

نهض "شـهاب" ورافقته "مَريْم" التي تمسكت في ذراعه لا تفهم ما يحدث حولها ولَكِنّ حديث هذا الـ "جـمال" قد آلم قلبها بشدة فحينما تلقت أذنيها تلك الكلمات السامة قشعر بدنها وآلمها قلبها وتشتت عقلها وتهاوىٰ جسدها، فيما شعر هو بها بالتأكيد ولذلك شدد مِن قبضة كفه الذي كان يحتضن كفها حتى تتماسك فلَم يكُن يعلم أن يأتي "جـمال" ويُفسد متعته هكذا.

_هو أنتَ اللي سَلَّط عليا رجالة يوميها عشان يقتلوني؟ يعني مكانش "شـريف" هو اللي عاملها؟.

_أيوه يا ... ضرير، أنا السبب ومش ندمان نهائي أنتَ تستاهلها واللهِ، وقريب أوي الحبايب هتنول مِن الحُبّ جانب برضوا متقلقش.

مريضٌ نفسي ووجب معالجة مرضه بالتأكيد، نفسه الأمارة بالسوء هي كذلك الدافع الأكبر لِمَ هو عليه الآن هي نفسه، فيما كانت "مَريْم" لا تصدق ما تسمعه وتراه بعينيها لَم تكُن تتوقع أن ترى تلك القسوة والحقد، ألتمعت عينيها بعبراتها وتألم قلبها فأمثالها لَم يعتادوا على القسوة والشر، بل تربىٰ على الخير والعطاء والحُبّ كذلك، وجهت بصرها إلى زوجها الذي كان لا حول بهِ ولا قوة.

أدمعت عينيها وشددت مِن قبضتها على كفه لتقول بنبرةٍ خافتة تدعم نفسه التي تهاوت وسقطت كما الريشة على سطح الأرض تدهسها الأقدام:

احببتها ولكن ج7 &quot;حرب الأعداء&quot;حيث تعيش القصص. اكتشف الآن