"الفصل التاسع والأربعون"
_حرب الأعداء_
_____________________لَقد هَمَّ قيسٌ أنْ يَزجَّ بِنفْسِهِ
ويَرْمِى بها مِنْ ذُرْوَة الجَبَلِ الصَّعْبِ
فلا غرو أن الحب للمرء قاتل
يقلِّبُهُ ما شاءَ جَنْبَاً إلى جَنْبِ
أنَاخَ هَوَى لَيْلَى بِهِ فَأذابَهُ
ومن ذا يطيق الصبر عن محمل الحب
فيسيقه كأس الموت قبل أوانه
ويُورِدُهُ قَبْلَ المَماتِ إلى التُّرْبِامرؤ القيس
__________________________
<"ما أشبه الليل بالبارحة، حيث تكرر الماضي مِن جديد">
في بعض الأحيان يأتي البلاء ولا تدرك لِمَ أنتَ خصيصًا، هل كُنْتَ الشرير في رواية أحدهم ! هل كُنْتَ الرجل الظالم والفاسد وقد إبتلاك الله بسبب كثرة دعوات أهل المدينة في جوف الليل وضوء النهار ! إن كان هذا هو منظورك عن الإبتلاء الذي يبتليك بهِ رب العالمين فأنتَ مخطئ يا عزيزي، الإبتلاءات تأتي لنا حتى يرى الله عز وجل إلى أي مدى سيصمت العبد ويتحمل، فدومًا نسمع عن تلك المقولة التي تتردد في أذاننا دومًا "كثرة الإبتلاءات للعبد دليلًا على حُبّ الله لهُ"، ولذلك لا بأس أن تُبتلى مرةٍ أخرى وتنجح في ذاك الإختبار الذي وضعك بهِ رب العالمين.
أما الآن فهو يقف أمام كارثةٌ كبيرة فجة لا يعلم كيف سيقوم بحلّها وكيف سيعلم سببها.
_قولي لقيت حاجة؟ طمن قلبي يا "غـريب" أنا قلقت كدا وهتخليني أجيلك دلوقتي.
_لا أنتَ فعلًا لازم تيجي، "ليل" أنا لقيت عمل مدفون قدام قبر الست والدتك.
آلمه قلبه كثيرًا وزاره الخوف الملازم إليه في الآونة الأخيرة، الآن تذكر وعَلِمَ لِمَ تزوره "صفية" في أحلامه في الآونة الأخيرة وهي تخبره أن ينتبه إلى أحفاده، شعر بالحيرةِ مِن أمره ولَكِنّ حينما ذكرت حفيده الأكبر ساوره الخوف الشديد عليه، فهذا الحفيد هو أولى فرحتهم وأقرب الأقربين لهُ وهو يراه ولده الصغير وليس بحفيدٍ وهو الجد إليه.
_أنا هاجي يا "غـريب"، ساعة بالكتير وهكون عندك أهم حاجة متعملش أي حاجة لحد ما أوصلك، مع السلامة.
أنهى المكالمة معه وشرد فيما سيحدث ولِمَ قبر والدته خصيصًا والأهم مِن هذا كله هو مَن هذا الشخص وكيف يعلم قبر "صفية"؟ في هذه اللحظة ولجت إليه "روز" وهي تحمل صينية متوسطة الحجم يعتليها عِدة صحون زجاجية مليئة بالأطعمة الساخنة لتراه مازال كما هو لَم يتحرك البتة.
تعجبت مِن وقوفه شاردًا ولذلك أغلقت الباب خلفها وأقتربت مِنهُ حتى وقفت أمامه وقالت بنبرةٍ هادئة متسائلة:
_"ليل"، أنتَ ليه واقف كدا ومغيرتش هدومك وخدت شاور ليه زي ما قولتلي؟ أنا فكرتك خلصت وتعمدت أأخر نفسي شوية عشان لو طولت ولا حاجة، "ليل" أنتَ كويس يا حبيبي؟
أنت تقرأ
احببتها ولكن ج7 "حرب الأعداء"
Acciónتأتيك الرياح من حيث لا تشتهي السفن، وتظن أنك قد نجوت ولكن عندما تشتدّ الرياح في يوم مشمس ولطيف تُيقن بـ أن النهاية لَم تنتهي بعد وأن هذا لم يكن سوى بداية لحرب قائمة لوقتٍ طويل