الفصل الستون (كان سارقهُ ذئبًا)

67 8 2
                                    

"الفصل الستون"
_حرب الأعداء_

______________________

يامن رَضيتَ لنا دينَ الهُدىَ دينا،
حمداً إليك فذاكَ الفضلُ يكفينا،
يا رازقَ الطير فضلاً أنت سابغُهُ،
أوليتنا نِعَماً فاقت أمانينا.

_نصر الدين طوبار.

______________________

الغابة مفترسة، وساكنيها أكثر شراسة، في قانون الغابة الأقوى يكون الملك، وفي قانون الحياة الأكثر تعقلًا في إسترداد حقه يكون الزعيم، أما الآن فالإثنين قد أتحدى سويًا لإسترداد الحق فما مصير فريستهم الآن؟.

<"لحظةٌ واحدة وَجَبَ على المرءِ إغتنامها.">

تعالى صوتٌ بداخلهِ يُخبرهُ أن يتحرك وينقض على فريسته، غريزته الذكورية تدفعه للنهوض الآن وجلبه مِن تلابيبه وتسديد الضربات العنيفة إليهِ دون رحمة أو توقف، فبمجرد أن وضع زوجته مكانها جُنّ جنونه وتدفقت الدماء بشكلٍ سريع إلى رأسه، ولَكِنّ لا يشترط أن تكون زوجته فهذه في الأخير إبنة عمه وفردًا مِن أفراد هذه العائلة وقد قدمت العديد مِن المساعدات إليهم وكشفت كذلك العديد مِن المخططات والكوارث السوداء التي كادت أن تطيح بهذه العائلة دون سابق إنذار.

ولذلك لَم يستطع السيطرة على نفسه كثيرًا وقد ترك رفيقه ونهض كالإعصار الذي يقتلع كل ما يُقابلهُ متوجهًا نحو باب المنزل وهو يتوعد بالهلاك المُميت إليهِ، فيما نهض "نـمر" خلفه وهو يُناديه بنبرةٍ عالية بعض الشيء يردعه عمَّ يُفكر بهِ حتى لا يرتكب جريمةٌ شنعاء وهو في هذه الحالة الهائجة، نزل "علي" على درجات السُلّم سريعًا وخلفه "نـمر" الذي حاول العديد مِن المرات إيقافه.

وقف "علي" أمام باب منزله يطرق على الباب بشكلٍ فوضوي، وقف "نـمر" خلفه ممسكًا بذراعه محاولًا ردعه قائلًا:

_يا "علي" أهدى كدا مينفعش أنتَ بترّكب نفسك غلط مينفعش كدا.

جاوبه "علي" بنبرةٍ حادة بعدما تدفقت الدماء داخل أوردته مِن جديد كلما تذكر الصور والكلمات المُرسلة معها ليزداد جنونه أكثر قائلًا:

_أقسم بالله ما همشي غير وهو معايا، مش هو بيقولي ملهاش رجالة تلمها؟ أنا هوريه مين الرجالة عشان يعرف هو بيتكلم على مين ووساخته دي بتأذي حياة الناس أزاي، يا أنا يا هو النهاردة.

فُتِحَ الباب مِن قِبَل فتاةٌ ليدوم الصمت فجأةً في المكان، نظر إليها "علي" وصدره يعلو ويهبط بعنفٍ بسبب غضبه المكبوت بداخلهِ ومعهُ "نـمر" الذي كان متفاجئًا مِن وجود الفتاة فمنذ وقتٍ طويل لَم يسمع صرخات أُناث لينزل سريعًا يُدافع عنها ويقف بوجه هذا الحقير عديم المروءة، كانت الفتاة ممسكةً بقطعة زجاج يُلطخها الدماء والذي تبعثر على ثيابها تبكي بخوفٍ وخصلاتها مشعثة وملابسها مهترءة.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: 3 days ago ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

احببتها ولكن ج7 &quot;حرب الأعداء&quot;حيث تعيش القصص. اكتشف الآن