الفصل الواحد والأربعون (إنهُ المتبرع)

296 27 15
                                    

«"أستطيع أن أكون الضحية والجاني في آنٍ واحد"»

كان يسير في إحدىٰ الحارات التي يقيم بها يرتدي بنطالًا مِن الخامة الشهيرة "چينز" يعتليه سترة قطنية بيضاء وحذاء بنفس اللون، كان يسير مثل كل يوم متوجهًا إلى شقته بعد أن قضىٰ الليل بأكمله في الخارج يُنهي أعماله المطلوبة مِن قِبَل إحدىٰ الرجال ذوي الهيبة والصرامة المعروفة، كما يُلقبونه هم بـ "الزعيم"، أحد الرجال التي تمارس الأعمال المشبوهة، كـ تصدير وأستيراد المواد المخدرة دون عِلم الحكومة، أو أختطاف الأطفال الصغيرة والإتجار بهم سواء بيع أعضاءهم أو جعلهم عبيدًا عند الآخرين

العديد والعديد مِن تلك الأعمال المشبوهة، كانت هناك أعين تتابعه دون أن يشعر بهِ الآخر أو هكذا أدعىٰ إليه، سار خلفه حتى رأه يخطو داخل بِنْايته لتعلو الأبتسامة ثغره ويُخرج سلاحه مِن خلف ظهره يلحق بهِ عازمًا على إنهاء حياته كما تطلب مِنهُ

بينما وقف الآخر أمام باب شقته بعد أن أخرج مفتاحها وقبل أن يُحركه شعر بفوه المسدس يوضع على رأسه مِن الخلف تليها صوته محذرًا إياه مِن التهور قائلًا:

«أثبت مكانك يا حِيلتها وأرفع إيديك لفوق»

تيبس جسد الآخر في مكانه وتراخت يده مِن على المفتاح بهدوءٍ غير معهود وهو ينظر إليه بطرف عينه، أحقًا يطلب مِنهُ الأستسلام؟، إنه أبلهًا بالتأكيد فهذا الذي يخشاه الجميع يأتي أحمقًا كهذا ويقوم بتثبيته، تعالت بسمتهِ على ثغره وهو يسخر مِن حماقة الآخر ثم مدَّ يده في جيب بنطاله بكل هدوءٍ وهو يتحدث مع الآخر يلهوه عن فعلته

وما هي إلا ثوانِ وكان يُخرج مديته في حركةٍ سريعة ملتفتاً إلى الآخر بعد أن أمسك مسدسه ليقوم بضرب أنفه برأسهِ جعل الآخر يترك مسدسه ويصرخ ألمًا مِن ضربتهِ ليقوم هو بمحاوطة عنقه بذراعهِ تزامنًا مع وضع مديته على نحره وهو يقول بنبرةٍ حاقدة:

«بتثبت مين يا حِيلتها، أنتَ شكلك جديد في الشغلانة لسه ومش عارف بتتعامل مع مين، إللي بعتك يا روح أُمّك معرَّفكش مين هو "شـريف عمار" ولا إيه؟»

وها هو الفارس الذي رحل وأخذ معه كل ما هو جميل عاد مرةٍ أخرىٰ بعد أن ظن الجميع أنه ذهب ولَم يَعُد، هو بالفعل ذهب في رحلةٍ طويلة المدىٰ أستغرقت شهور بعد أن كانت ستمتد إلى سنوات، عاد وقام بالنجاة مِن أياديهم الملوثة التي كانت تقوم بتشويه نقاءه، ولَكِنّ المتوقع أنه حدث ذلك بالفعل وتشوَّه نقاءه ليصبح آخر أكثر خطورة ووحشية مِن هذا النقي التي جبرته الحياة على عيش حياةٍ لا تشبهه ولا يشبهها، اليوم قد عاد "شـريف"، ولَكِنّ ليس الذي نعهده بل هو آخر أكثر قسوة ووحشية

«ها، تحبّ بقىٰ الحلوة دي تزور أنهىٰ جزء، بتخدم صاحبها خدمة العُمر دي، دي "سـوسـو" ياض، يعني برقبة مليون مطوة» أنهىٰ "شـريف" حديثه وهو يشدد مِن وضع المدية على نحر الآخر ليصبح الأمر خطيرًا، فـ ضغطة صغيرة وسيُلقىٰ حدفه لا مجال، أبتلع غصتهِ بصعوبة محاولًا مقاومة قوة ذراع الآخر الذي كان يقيد حركة جسده ولَكِنّ قوة بِنْية "شـريف" تضاهي بِنْية الآخر التي كانت ضئيلة جدًا ولذلك صاحب القوة يفوز دومًا

احببتها ولكن ج7 "حرب الأعداء"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن