الفصل الخامس والأربعون (دون وجه حق)

303 22 6
                                    

"الفصل الخامس والأربعون"

"حـرب الأعـداء"
_____________________

عودتُ وعادت السكينة مِن جديد
عودتُ وعادت الحياة لي تبتسم لي
عُودتُ وعادت الراحة تسكن نفسي
عُودتُ وعادت السعادة تغمر القلوب
وكأنني كُنْتُ الإبرة الضائعة في كومة قشٍ كبيرة
لا يَهُم ما مضى، ولا يَهُم ما حدث
فقد عاد الفتى، وعادت البسمة مِن جديد
___________________________


<"عاد الشاب لدياره حاملًا معه السعادة">

ولج "شـريف" إلى بهو القصر وهو يشعر بالعديد مِن المشاعر تداهمه، جميعهم متناقضين، ولَكِنّ السعادة هي المسيطرة في هذه اللحظة عليه بشكلٍ كبيرٍ وواضحٍ، نظر إلى "ناهد" التي أمسكت بكفه وسحبته برفقٍ خلفها مبتسمة الوجه وهي تُنادي على "رانيا" وكذلك "عمار" و "فاروق" بعلو صوتها

نظر "شـريف" حوله بعينان ملتمعتين وأبتسامة هادئة تزين ثغره، فيما نزلت "رانيا" درجات السُلَّم بهدوءٍ حتى وصلت إلى الطابق السُفلي وحينما رفعت رأسها تنظر إلى "ناهد" تصلب جسدها مكانه وأصابتها الصدمة الشديدة وهي ترىٰ ولدها الصغير أمامها يقف بجوار زوجته ينظر لها والعبرات تلتمع داخل حدقتيه الخضراء الصافية

شعرت أنها لربما تحلُم وهذا ليس سوى وهمًا، فـ طوال الوقت يقوم عقلها الباطن بتصوير أنه مازال على قيد الحياة ويأتي في الليل يطمئن عليها ويذهب، ولَكِنّهُ الآن يقف أمامها ينظر لها، حتى أنها لَم تشعر بشيءٍ إلا حينما رأته يرتمي بأحضانها يعانقها مشددًا مِن عناقه لها وعبراته تتساقط على صفحة وجهه

هُنا وأدركت أن كل شيءٍ حقيقة وليست خيالات وهمية، ولدها أمامها نُصب عينيها يُعانقها، لَم تنتظر وكانت تضمه إلى دفئ أحضانها بعد أن تأكدت أنه حقًا أمامها يحتضنها وأيضًا، يبكي!

ضمته بقوةٍ داخل أحضانها الدافئة تؤكد لنفسها أنه معها، يضمها ويُشدد مِن عناقه لها وكأنه يؤكد إليها أنه حقًا معها، واقعٌ تمنته ونالته وليست مجرد خيالاتٍ وهمية شكلها لها عقلها الباطن، كانت تبكي في جوف الليل تنتحب وتدعو لهُ ترجو أن تكون تلك مجرد خيالات يصنعها عقلها الباطن وكأنه توقف على مشهد موته ورفض تقبُل البقية

وحينما بدأ يُقبل رأسها ووجنتها بَكَت، بَكَت حينما تأكدت أنه حقًا أمامها يؤكد لها بنفسه أنه أمامها، عاد إلى موطنه وعقر داره ولعناقها الحنون والدافئ الذي كان دومًا ملجأه الوحيد يركض إليه مِن قسوة العالم، لثم وجنتها بحنوٍ ومِن ثم مسح عبراتها التي كانت تتساقط على صفحة وجهها بكفيه وهو يراها فقدت قدرتها على تحمُل ما يحدث حولها

سقطت عبراته بحزنٍ وهو يراها بتلك الحالة المؤلمة ليقوم بـ تقبيل جبينها ويديها ثم قال بنبرةٍ باكية وهو ينظر لها:

احببتها ولكن ج7 &quot;حرب الأعداء&quot;حيث تعيش القصص. اكتشف الآن