الفصل الخمسون (الجاني والمجني عليه)

243 16 5
                                    

"الفصل الخمسون"
_حرب الأعداء_

_____________________

أُخفِي الهَوَى وَمَدَامِعِي تُبْدِيهِ،
وَأُمِيتُهُ وَصَبَابَتِي تُحْيِيهِ.
وَمُعَذِّبِي حُلْوُ الشَّمَائِلِ أَهْيَفٌ،
قَدْ جمعتْ كلُّ المَحَاسِنِ فِيهِ.
فكأنهُ فِي الحُسْنِ صُورَةُ يوسفٍ،
وكأنني فِي الحُزنِ مِثْلُ أبيهِ.
يا حارقا بالنار وجه محبه
مهلا فإنّ مدامعي تطفيهِ.
أحرق بها جسدي و كل جوارحي
واحرص على قلبي فإنك فيهِ.
إن أنكر العشاق فيك صبابتي
فأنا الهوى و ابن الهوى و أبيهِ.

_ابن الفارض
الملقب بـ "سلطان العاشقين"

________________________





       <"أكانت هذه هي البداية حتى تكون تلك النهاية">

في بعض المواقف نشعر بلذة بدايتها وكأنها قطعة حلوة شهية كانت مُحرمة على المرء، أغرته هيئتها الخارجية وجعلت القلوب تتقافز مِن مُقلتيه وكأنه عاشقًا لها، وحينما تأكدت مِن وقوع ضحيتها تبدلت في الحال لتصبح أخرى سيئة، تنفر وتشمئز فقط فور سماع أسمها، تشعر بالحماقة لإنجذابك إليها وجهلك لألاعيبها وحِيلها الماكرة، وحينما تنتهي مِن مهمتها تُلقيك في ظُلمات البر شريدًا بين الجميع، لتبدأ في ربط كل ما حدث حينما رأيت في إحدى المرات تلك العبارة التي جعلتك حينها لا تنخدع في المظهر الجميل واللافت للأنظار.
_لا تنخدع يا عزيزي فهي لذة البدايات ماذا تنتظر في نهايتها !_.

صدمة ألجمت "چويرية" التي تلقت صفعة قوية دوى صوتها المكان مِن شقيقتها الكبرى التي كانت تود قتلها، تدخل "أحمد" في الوقت المناسب وأبعد زوجته عن شقيقتها الوسطى بقوةٍ حينما رآها عادت تصفعها مِن جديد وتجذبها مِن خصلاتها تنهال عليها بالصفعات والضربات القوية.

_بس يا "مِسك" الضرب مش حل ولا هيصلح اللي حصل أهدي.

_أهدى! أنتَ بتقولي أنا أهدى يا "أحمد"! مش مُدرك الكارثة اللي وقعتنا فيها الهانم دا أنا هشرب مِن دمها .. إيه هي فاكرة نفسها كبيرة علينا وخلاص الحبل ساب ومش هتلاقي اللي يوقفها !.

أنهت حديثها المنفعل بعد أن إتخذت وضعية الهجوم ضده حينما رأته يُبعدها عنها ويطلب مِنها الهدوء، فيما أوقفها هو بنبرةٍ حادة وهو ينظر لها قائلًا:

_"مِسك" بعد إذنك مش بالمنظر دا، إتحركي معايا يلا، يلا.

أنهى حديثه ثم أمسك بذراعها وسحبها خلفه دون أن يعيرها فرصة للرفض أو الإعتراض مغلقًا الباب خلفه، فيما سقطت "چويرية" أرضًا وهي تنخرط في البكاء المرير متقهقرةٍ، لا تصدق ما حدث وأوصلها إلى هذه النقطة السوداء، لَم تستطع الدفاع عن نفسها فهي حمقاء أكدت أن ما وصل إليهم جميعًا صحيحًا لَم تدافع ولَم تفعل شيئًا بل ثارت وغضبت وأفصحت عن سرها المخفي والذي إحتفظت بهِ لنفسها.

احببتها ولكن ج7 &quot;حرب الأعداء&quot;حيث تعيش القصص. اكتشف الآن