الفصل الثامن والأربعون (عمل مدفون!)

361 21 9
                                    

"الفصل الثامن والأربعون"
_حرب الأعداء_
____________________

لَقد هَمَّ قيسٌ أنْ يَزجَّ بِنفْسِهِ
ويَرْمِى بها مِنْ ذُرْوَة الجَبَلِ الصَّعْبِ
فلا غرو أن الحب للمرء قاتل
يقلِّبُهُ ما شاءَ جَنْبَاً إلى جَنْبِ
أنَاخَ هَوَى لَيْلَى بِهِ فَأذابَهُ
ومن ذا يطيق الصبر عن محمل الحب
فيسيقه كأس الموت قبل أوانه
ويُورِدُهُ قَبْلَ المَماتِ إلى التُّرْبِ

_امرؤ القيس
_____________________


<"سقطت الضحية الأولى، في إنتظار سقوط المزيد">

لربما في بعض الأحيان يكون التبجح مستوحى مِن اللا شيء، أن يكون المرء يرتكب الكوارث ويفتعل المشكلات وفي نفس الوقت يقف متبجهًا مستعينًا بدور الضحية المسكينة التي كانت المظلومة في رواية أحدهم، في بعض الأحيان يسير الوضع على محمل الجد حيث يتخذ أمورًا أخرى لَم تكُن في الحُسبان، حينها ينتظر صاحب الحق إسترداد الحق مِن صاحب التبجح والمسكنة الزائفة، في بعض الأحيان أو بشكلٍ مستمر يستحق أن يكون الإثنين معًا أن يكون في الصباح المتبجح المزعوم وفي المساء الضحية والمسكين الحزين الذي تكالبوا عليه البشر لتلقينه درسًا قاسيًا.

كانوا ثلاثتهم يتابعونه بأعينٍ كالصقر منتظرين اللحظة الحاسمة التي ستكون بالنسبة إليهم ساعة الصفر، فيما حاوطونه الفتيات الساخطات يتدللن عليه ليتجاوب هو معهن سريعًا مغيبًا عن العالم الخارجي محاطًا بدائرة الفساد، فقد شَرِبَ المشروبات المحرمة ويجلس في ملهى ليلي وسط الساخطات يفعل ما حرمه الله ظنًا أنه الخارق المميز وليس كأنه أذنب أمام ربه ذنوبٌ تُكلف المرء الكثير والكثير.

زفر "شـريف" بعمقٍ وجلس بأريحية وهو يراقبه وكأنه يتحقق مِن فريسته التي جاءت لتسد جوعه الذي لازمه لأيامٍ حتى أصبح كالأسد الجامح الذي سعى في البحث لمئات السنوات حتى رآها أخيرًا تسير متدللة ليحين موعد سقوطها بين عرين الأسود.

كانا كلًا مِن "مُـهاب" و "وهـيب" يجاوران بعضهما البعض وهما ينظران إلى أول أعداءهما وهما على أتم الإستعداد للإنقضاض عليه ليأتيا بحق صديقهما المسكين الذي كان ضحيةٌ لهم، ضحيةٌ مسكينة كل ما أقترفه في حقهم أنه كان بعيد كل البعد عنهم، وكأنه قام بعزل نفسه عن العالم الخارجي الذي كان كالفيروس القاتل.

احببتها ولكن ج7 &quot;حرب الأعداء&quot;حيث تعيش القصص. اكتشف الآن