الفصل التاسع والثلاثون (إنهُ الـغْـوثِ)

260 24 6
                                    

نظر إليه الصغير وأبتسم ثم ألتفت إلى "مُـهاب" و "وهـيب" اللذان أبتسما إليه لينظر الصغير إلى والده وقال متسائلًا:

«"بابا" هو "يزيد" راح فين؟»

«قولتلك راح مشوار مهم تبع الكلية بتاعته وجاي تاني» نطق بها "حُـذيفة" بنبرةٍ هادئة ليتعجب كلًا مِن الشابان مِن إجابة "حُـذيفة" وسؤال الصغير، ولَكِنّ قاطع تفكيرهما صوت "حُـذيفة" الذي قال متسائلًا:

«تحبّوا تشربوا إيه»

«ممكن قهوة» نطق بها "وهـيب" بنبرةٍ هادئة وهو ينظر إليه، بينما نظر "حُـذيفة" إلى صغيره وقال بنبرةٍ هادئة وهو يرتب إليه خصلاته المبعثرة:

«روح قول لـ طنط "زينب" تعمل أتنين قهوة وبعد كدا روح أوضتي هات السبحة بتاعتي وتعالى»

حرك الصغير رأسه بحماسٍ ثم تركه وركض إلى القصر مرةٍ أخرى كي يفعل ما طلبه مِنهُ والده، بينما نظر "حُـذيفة" إلى الشابان مرةٍ أخرى وقال معتذرًا:

«انا آسف على المقاطعة دي بس العيلة بقى»

«لا مفيش أي حاجه، هو ابن حضرتك؟» نطق بها "مُـهاب" متسائلًا ليبتسم الآخر مجيبًا عليه قائلًا:

«آه، "عدنان" عنده تلات سنين»

«بسم الله ما شاء الله، ربنا يحفظه» نطق بها "مُـهاب" مبتسمًا ثم أضاف متسائلًا:

«هو "يزيد" مش هنا فعلًا؟»

«أيوه، هو انا بصراحة مش عارف أقولهاكم إزاي بس لازم أقولكم عشان كلامكم هيفرق معايا جدًا ويمكن يكون سبب في إنقاذ "يزيد" أخويا» نطق بها "حُذيفة" بنبرةٍ هادئة وهو ينظر إليهما ليتعجبا الشابان كثيرًا وبدأ التعجب يسيطر على معالم وجهيهما

«هو إيه اللي حصل لـ "يزيد"؟» نطق بها "وهـيب" بنبرةٍ هادئة وهو ينظر إلى "حُـذيفة" الذي زفر بعمقٍ وقال بنبرةٍ هادئة:

«"يزيد" أتقبض عليه إمبارح الساعة واحدة ونص بليل وخد أربع أيام على ذمة التحقيق» نطق بها "حُـذيفة" بنبرةٍ هادئة وهو ينظر إليهما نظراتٍ هادئة كـ نبرة صوته وكأنه يخبرهما أنه قد ضب أغراضه وسافر إلى إحدى البلدات الترفيهية، ليس وكأنه قد تم القبض عليه ووضعه خلف القضبان

«إيـه؟، إزاي، دا كان لسه معانا إمبارح مفيش أي حاجه، إيه اللي حصل لـ "يزيد"؟» نطق بها "مُـهاب" الذي أنتفض في جلسته كمَن لدغته حية سامة فور سماعه إلى ما قاله "حُـذيفة"، نقل بصره إلى "وهـيب" الذي كان ينظر إلى الآخر بهدوءٍ غير معهودٍ وكأنه خبرًا عاديًا كبقية الأخبار التي يسمعها على مدار اليوم.
_____________________

«"الحالُ لَم يكُن هو الحالُ في الحاضر، فلذة الحاضر نعيمٌ

دلف إلى غرفته مغلقًا الباب خلفه ليُبصر صغيره يجلس أرضًا وبيده ورقة بيضاء وبعض أقلام الألوان، ممسكًا بـ إحدى الأقلام التي كان يُحركها في كل مكان بإندماجٍ شديد، ترك أغراضه على سطح الطاولة وتقدم مِنهُ بخطى هادئة وبصره مثبت على صغيره، جلس على طرف الفراش وأستند بـ كلا ذراعيه على فخذيه يشاهد صغيره وللحظة شعر بالسعادة والفخر حينما بصر ما يقوم بتلوينه

احببتها ولكن ج7 "حرب الأعداء"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن