الفصل الثامن والخمسون (مات الفتى)

187 13 6
                                    

"الفصل الثامن والخمسون"
_حرب الأعداء_

_____________________

أهيمُ بها وأجنُ في صباها
كأنّ الكون لم يُنجب سواها
وإن مرّت بي الأقمارُ ليلًا
فعيني لا ترى إلا بهاها.

ـ مُحمد رمضان السيد.

___________________

وما الحُبّ سوى نعمةٌ قد أنعمنا الله بها.
الحُبّ والمودة والرحمة والتسامح والعفو والإحترام جميعهم صفات حسنة يكتسبها المرء تحت مُسمى _بناء إنسانٌ صالح_ يكتسب صفاته الحسنة والرحمة في قلبه لينًا حنونًا هينًا على مَن حوله، القسوة ليست صفةً نتباهىٰ بها ونراها شيئًا مستحيل إتقانه، ما يجب أن يتباهىٰ بهِ المرء هو صفاته الحسنة وطباعه المقبولة ولينه وليس بعض الصفات السيئة التي أصبحت محط أنظار الجميع تتناقل بينهم كسرعة الرياح!.

<"السلام على رجلٍ تباهت بهِ الأُمة.">

كان ساقطًا أرضًا يتألم، فيما ولجت "مَرْيَم" مِن جديد علّها تجده هذه المرة تنظر إلى أنحاء الغرفة لتراه ساقطًا على أرضية الغرفة ويبدو أنه يتألم ولذلك أقتربت مِنهُ بخطى سريعة كي تطمئن عليهِ بعدما رأت معالم وجهه تنكمش ألمًا، جلست بجواره على ركبتيها وحاوطته بذراعيها قائلة بنبرةٍ قلقة:

_في إيه يا "شـهاب" إيه اللي موقعك كدا؟.

_أتكعبلت بدون ما أقصد ولمَ وقعت أتخبطت وأنا بقع فالترابيزة ورُكبتي وجعاني أوي دلوقتي.

هكذا جاوبها مغمض العينين ومنكمش الوجه لتمسّد هي على ظهره برفقٍ قائلة بنبرةٍ هادئة مواسية:

_معلش يا حبيبي حصل خير بسيطة إن شاء الله، حاول تقوم معايا يلا.

أنهت حديثها وهي تحسه على النهوض ليُلبي هو مطلبها فورًا وينهض بحذرٍ متألمًا بنبرةٍ خافتة لتتجه بهِ نحو الأريكة التي كانت تقبع على مسافة بضع خطواتٍ مِنهما تجلسه عليها ثم تركته وذهبت سريعًا إلى الخارج لجلب شيءٍ ما يجهلهُ هو فقط كان يحاول تخفيف حِدة هذا الألم بأية طريقة، دقيقة وعادت "مَرْيَم" تجلس بجواره وقد بدأت بوضع أكياس الثلج على ركبتهِ ليتلقى جسده صدمة برودة الثلج ليسمعها تقول بنبرةٍ هادئة:

_شويه وهتروق دا بس عشان متورمش لقدر الله، أي حاجة تحصلك تحمد ربنا عليها على طول بعد كدا.

مدّ كفه ووضعه على كفها الممسك بكيس الثلج مشددًا برفقٍ عليه ليأتي بعدها قوله الهادئ حينما قال مبتسم الوجه:

_أي حاجة بتحصل بحمد ربنا عليها حتى لو شكة دبوس صغيرة بحمد ربنا عليها عشان بتشيل مِن عليا ذنب.

_طب ما أنتَ شاطر وحلو أهو، فرحتني.

هكذا جاوبته مبتسمة الوجه بعد أن ألقت عليهِ نظرةٍ خاطفة ثم عادت تنظر إلى ما تفعله لتتفاجئ بهِ يُلثم وجنتها بقْبّلة خاطفة دون أن يُمهد لها لتنظر إليهِ متفاجئة لتسمعه يقول بوجهٍ مبتسم:

احببتها ولكن ج7 &quot;حرب الأعداء&quot;حيث تعيش القصص. اكتشف الآن