الفصل الثامن والثلاثون (إنهُ المظلوم)

421 24 16
                                    

كانوا جميعهم يجلسون كل واحدٍ مِنهم منشغلٌ في شيءٍ معين غير الآخر، بينما كان "يـزيد" جالسًا وينظر إلى شاشة حاسوبه بهدوءٍ كالمعتاد، نظر "حُـذيفة" إليه بعد أن خرج مِن غرفة "عـبد الله" يُفكر بهِ، فبعد أن رأى الأمر يخرج عن السيطرة مِنهُ وبدأ أخيه يدلف رويدًا رويدًا إلى دائرة الضياع قرر أن يحادث والده ويخبره ما حدث حتى يستطيع لحاق الأمر

زفر بهدوءٍ ونهض مِن مجلسه وأقترب مِنهُ بخطى هادئة وجلس بجواره قائلًا بنبرةٍ هادئة:بقولك إيه، انا كلمت بابا وعرّفته كل حاجه

نظر إليه "يـزيد" نظرةٍ ذات معنى وقال بنبرةٍ هادئة:وإيه اللي حصل

«طبعًا أضايق وأتعصب عليا عشان خبيت عليه الموضوع، بس فداك يعني شويه وهيكلمني» نطق بها "حُـذيفة" بنبرةٍ هادئة ليبتسم إليه "يـزيد" ويقول:حقك عليا، انا السبب

«بس يـاض، إحنا أخوات، تميل عليا حبة وتميل عليك حبة، وأهو أهم حاجه نشيل بعض، المهم "بابا" هيتصرف هو دلوقتي بيكلم معارفه وهنشوف الدنيا هتوصل بينا لفين، أهم حاجه مش عايزك زعلان كدا، طب "روان" تقول إيه دلوقتي أتضحك عليا وخدت واحد نكد الدنيا كله فيه، فكها يا عم وأضحك كدا مخدتش عليك زعلان» نطق بها "حُـذيفة" محاولًا تخفيف العبء عن أخيه الذي أصبح حزينًا في الآونة الأخيرة

نظر إليه "يـزيد" ثم أبتسم أبتسامةٍ خفيفة وقال:أحضني يا "حُـذيفة"، حضنك بيحسسني بالأمان

ابتسم إليه "حُـذيفة" وحاوطه بذراعه ضاممًا إياه إلى دفء أحضانه، بادله "يـزيد" عناقه ووضع رأسه على كتفه يستشعر الأمان في أحضان هذا الحنون، لثم "حُـذيفة" رأسه بـ قْبّلة حنونة محاولًا بث الأمان إلى فؤاده بأية طريقة

تعالى رنين جرس القصر الداخلي يعلنهم عن زائرٍ في الخارج، خرجت الخادمة وأقتربت مِن الباب الذي فتحته في لحظتها لترى "شرطي" أمامها يقول بنبرةٍ جادة:يزيد عبد الله الدمنهوري موجود

«أيوه يا بيه موجود، خير» نطقت بها الخادمة وقد بدأ الخوف يتسلل قلبها ليقول الآخر:معانا أمر مِن النيابة بالقبض عليه

«يـا مـصـيـبـتي!» نطقت بها الخادمة "زيـنب" التي ضربت بـ كفها على صدرها في حركة تلقائية معتادة عند وقوع كارثةٍ، ركضت إلى الداخل وهي تقوم بالمناداةِ على "حُـذيفة" و "عـبد الله" ومعالم الخوف والهلع باديان على معالم وجهها

نهض "حُـذيفة" ومعه "يـزيد" عندما رأوها بهذه الحالة ومعالم التعجب بادية على وجهيهما، خرج "عـبد الله" في هذه اللحظة مِن مكتب والده وأقترب مِن موقعهم حيثُ وقفت "زيـنب" أخيرًا تلتقط أنفاسها الضائعة

«في إيه يا "دادة" جايه بتجري كدا ليه إيه اللي حصل؟» نطق بها "حُـذيفة" وهو ينظر إليها بعد أن توقف "عـبد الله" بجواره ينتظر سماع ما حدث، أزدردت "زيـنب" لعابها وتحدثت بنبرةٍ لاهثة وقالت:

احببتها ولكن ج7 "حرب الأعداء"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن