"الفصل الرابع والأربعون"
___________________ماذا لو أن الرسول كان بيته قريباً من بيوتنا، وكلما قست علينا الدنيا نذهب اليه.
صلوا عليه وسلموا تسليمًا
___________________"حـرب الأعـداء"
<"العيون تترقب والحواس تتأهب">
صدحت طرقات قوية على باب المنزل تبادلا كلاهما النظرات لينهض "خميس" ويقرر هو فتح الباب وهو يظن أن الطارق أولاد عمومة الآخر، ولَكِنّ تيبس جسده مكانه وشعر أنه شُلَ عن الحركة حينما رأىٰ سيده أمامه يرمقه بنظراتٍ قاتلة مشهرًا بمسدسه على رأسه، نهض "شـريف" بهدوءٍ شديدٍ وهو ينظر إليه دون أن يفعل شيء وهو يرىٰ الآخر محاصرًا مِن أولاد عمومته اللذان كانا يرفعان سلاحهما على رأس الآخر في وقتٍ واحد
«سلاحك يا قمور بدل ما تشوف النور على إيد الغول، سلاحك يابا الحج عشان مبنتفاهمش»
أنهىٰ "ليل" حديثه وهو ينظر إلى الآخر بكل برود وهو يرىٰ إرتعاشة يده الواضحة وضوح الشمس أمامه، فيما نظر "علي" إلى رفيقه بعد أن ألتمعت عينيه بوميضٍ ساحر، عادت اللمعة إلى عينيه حينما نظر إليه وها هي اللحظة الفارقة لهم قد أتت لتقوم بتغيير مسار الأحداث تمامًا
تعالت نبضات قلب "شـريف" داخل قفصه الصدري وهو يرمقه نظرةٍ متلهفة، نظرةٍ مشتاقة، نظرةٍ تحمل داخلها الكثير والكثير مِن السعادة واللهفة والأشتياق، نحىٰ حزنه بعيدًا وأقسم على ألا يدع إليه طريقًا يسير بهِ نحوه، كأن متأكدًا مِن أنهم سيصلون في أية لحظة، لا يتذكر أنه وثق بهم يومًا وقاموا بخذلانهِ، ها هي تتلاقىٰ المُقل تصرخ مطالبةً بعناقٍ حار
قام "ليل" بضرب هذا البغيط بسلاحه على رأسه بعد أن سئِمَ الأنتظار ليسقط على الأرض فاقدًا الوعي، نظر إلى رفيقه الذي كانت مُقلتيه متعلقتان على رفيقه الآخر ليراه يتحرك نحوه بعد أن تنحىٰ "خميس" جانبًا سامحًا إليه بـ العبور والأكتفاء بالمشاهدة فقط، تقدم "علي" مِن "شـريف" بخطىٰ ثابتة حتى توقف أمامه مباشرةً ولَم ينتظر كثيرًا وكان يسحبه إلى أحضانه معانقًا إياه بقوة دون أن يتحدث، فقط سمح لنفسه فعل ما يرشده لهُ عقله فحسب
خفق قلب "شـريف" بقوة غير معهودة فور أن عانق رفيقه مشددًا مِن عناقه إليه يستشعر بوجود الآخر الذي حُرِمَ مِن رؤيته دون حق وكأنه قد أذنب بحق البشر أجمع ليتحدون جميعهم لمعاقبته على شيءٍ لَم يفتعله هو، حاول "علي" الحفاظ على ثباته وإن كان باردًا مِن الخارج ويُظهر للجميع أنه لا يُبالي فهو مِن داخله يحترق شوقًا إليه ووحده مَن يستطع رؤية ذلك
شعر "علي" في هذه اللحظة أن الراحة النفسية تتغلغل إلى صدره بعد أن ضمه وتأكد مِن تواجده، فيما شعر "شـريف" بالعديد مِن المشاعر الجياشة تسيطر عليه فها هو يحتضن أول فرد مِن أفراد عائلته الحبيبة، أبتعد "علي" عنه ونظر لهُ، عيناه تبتسم قبل فمه، نظرةٍ مليئة بالسعادة والحُبّ لرفيقٍ بلغ شوقه لهُ الحدود
أنت تقرأ
احببتها ولكن ج7 "حرب الأعداء"
Açãoتأتيك الرياح من حيث لا تشتهي السفن، وتظن أنك قد نجوت ولكن عندما تشتدّ الرياح في يوم مشمس ولطيف تُيقن بـ أن النهاية لَم تنتهي بعد وأن هذا لم يكن سوى بداية لحرب قائمة لوقتٍ طويل