"الفصل السادس والخمسون"
_حرب الأعداء_______________________
أقبلى قبل أن تميل بنا الريح
ويهوى بنا الفناء المعجل
زورقى فى الوجود حيران
شاك ، مثقل باسي
شريد مضلل
أزعجته الرياح واغتاله الليل
بجنح من الدياجير مسبل
أقبلى يا غرام روحى فالشط
بعيد والروح باليأس مثقل_محمود حسن إسماعيل.
______________________
في بعض الأوقات الصعبة نحتاج إلى الدعم والمؤازرة..
وحين تشعر بالحاجة إلى أشياءٍ كتلك وتنظر حولكَ لترى مَن الداعم والساند ترى حينها نفسك وحيدًا في أرضٍ ميتة ما مِن دابةٍ بها وكأنك أصبحت في عالمٍ منعزلٍ عن البشر أجمعه، كثير مِن الأوقات يتعرض المرء لهذه مواقف حرجة ومؤلمة وفي هذه اللحظة يتذوق معنى الألم والحزن والقهر والصدمة، جميع المشاعر السلبية يشعر بها ويبدأ بالبكاء على اللبن المسكوب، كان تأسيسه خاطئًا فقد تربى ونشأ على أنتظار المقابل مِن البشر وهو لا يعلم أنهم يُحبون أن يأخذوا ولا يُعطون شيئًا، فهم تربوا على حُبّ النفس والذات لا يكترث لِمَن حوله كيف سيكترث لكَ أنت؟ صدمةٌ مؤلمة وصعبة على المرءِ ولَكِنّ الصواب أن يفعل المرء واجباته تجاه الآخرين دون أن ينتظر مقابل فإن أنتظرت مقابل عملكَ ... فستموت دون أن تأخده.<"في بعض الأحيان العنفُ يكون خيرُ صديقٍ.">
يضع المِدية على نحرها منتظرًا تنفيذ ما أمرها بهِ وهو يتوعد بداخلهِ على اللجوء إلى العنف والتخلي عن التعقل فلَم يرى بهِ شيئًا مفيدًا حتى الآن، تجاهل أصوات الأعتراضات التي تعالت مِن حولهِ وصب تركيزه وحواسه بالكامل على تلك الفتاة التي بالتأكيد ستجعله يتجه لطريقًا آخر غير الذي يعهده هو..
تعالت وتيرة الأنفاس وتسارعت نبضات الأفئدة وتندى الجبين وأصابت القشعريرة الأجساد، لحظةٌ لا يتمناها المرء لأعداءه قولًا وفعلًا ومنظورًا خصيصًا أمام هذا المختل الماثل أمامها منتظرًا وقد بدأت تنفلت أعصابه بالفعل، نقلت بصرها إلى "يزيد" الذي كان يُرسل إليها نظراته التي تنطق بآلاف المعاني التي تُعبر عن الحُزن والألم والخيبة والصدمة، شابٌ صغير مثله كُتِبَ عليهِ أن يوضع أسمه أسفل بند _رد السجون_ فلَم يتخيل قط أن يصل بهِ الأمر هكذا في يومٍ مِن الأيام.
_يمين بعظيم وما هعيد اللي هقوله دلوقتي دا تاني، إن ما نطقتي بالحق أقسم برب السماوات والأرض لأخليكِ تعيطي بدل الدموع دم وأخليكِ بتعضي صوابعك مِن الندم إن ما قولتي الحقيقة دلوقتي وبراءتي البريء دا دلوقتي حالًا.
أنهى حديثه المنفعل بوجهها وهو مازال ينظر لها، فيما نظرت هي إليهِ وشعرت بالخوفِ الشديدِ مِنهُ والآن قد عَلِمَت أنها لن تنفذ مِنها مهما حدث وما أصبح أمامها سوى الأعتراف وقول الحقيقة وتبريء المظلوم وهذه كانت ضربةٌ قوية لدى العدو وكلمة حق قيلت في حق شابٍ مثله، ولأنه كان سيد الأرض لَن يقبل أن يخسر على أرضه أمام جيشه وهي عدوه الذي يريد الإنتقام مِنهُ قد خضعت إليه حينما أنكست رأسها إلى الأسفل تُعلن هزيمتها أمام الجميع قائلة:
أنت تقرأ
احببتها ولكن ج7 "حرب الأعداء"
Acciónتأتيك الرياح من حيث لا تشتهي السفن، وتظن أنك قد نجوت ولكن عندما تشتدّ الرياح في يوم مشمس ولطيف تُيقن بـ أن النهاية لَم تنتهي بعد وأن هذا لم يكن سوى بداية لحرب قائمة لوقتٍ طويل