الفصل الأربعون (عاد الفارس)

280 26 13
                                    

«"كُنْتُ أبحيثُ عنكَ كالفتاة المشردة في جميع الشوارع والأزقة حتى تيقنتُ أنكَ لَم تعُد معي"»

كانت تجلس أعلى فراشها وهي تنظر إلى تعليقات الشباب في صفحة ليل الشخصية والتي ظهرت إليها وهي تقوم بالتقليب على التطبيق تشاهد الأخبار وهي تضحك بين الفينة والأخرى وجال بخاطرها زوجها وحبيبها وقرة عينها الذي رحل وتركها وحيدة تاركًا معها طفله وقطعة مِنهُ حتى يُذكرها بهِ دومًا كلما نظرت في وجه الصغيرة، نعم إنها حبلة في فتاة مثلما أخبرتها "روزي" لتزفر بعمقٍ وقد التمعت العبرات داخل مُقلتيها بحزنٍ، فقد كانت تتمنىٰ أن يكون معها في هذه اللحظة وأن يشاركها كل هذه اللحظات

حاولت التحكم في عبراتها حتى لا تسقط على صفحة وجهها ثم زفرت بعمقٍ وعادت تشاهد التعليقات التي كانت تمسح على قلبها قليلًا وكأنها تتلقىٰ تلك المباركات إليها، جاء إليها إشعارًا مِن "حُـذيفة" قد قام بكتابة منشورًا إليها وقد أشار إليها وإلى "شـريف" حتى يظهر هذا المنشور على صفحته كذلك، ولجت إلى هذا المنشور لتقرأ ما كتبه إليها "حُـذيفة" بعينين ملتمعتين

إلى زوجة أخي وصديقي وابن عمي
إلى تلك المرأة القوية التي مازالت صامتةً حتى الآن
تُعاني وحدها، وتحزن وحدها، وتبكي وحدها، وتتألم وحدها
وإلى أخي "شـريف" الحبيب الذي وافته المُنية وأصبح بعيدًا عنّا
اليوم يا أخي تمنيتُ أن تكون بجوارنا، ترىٰ سعادتنا وتشاركنا فرحتنا
اليوم يا أخي الحبيب ستُرزق بـ فتاةٍ أثق وبشدة أنها ستكون كـ حوريات البحر، تأخذُ عيناكَ الخضراء الصافية
وتأخذ معالم وجه والدتها، وتكون مرحة مثلكَ، ستكون أجمل وألطفُ فتاةٌ ترها العينُ
رحلت يا أخي وتركت قطعة مِنكَ داخل أحشاء زوجتك تنمو كل يوم حتى تكون ونيسًا إليها ورفيقةً لوحدتها وظلًا لها

اليوم أخي تمنيتُ أن تكون معنا، تشارك زوجتك هذه اللحظات الجميلة والدافئة، تطمئنها وتخبرها أن كل شيءِ سيكون بخير
ولَكِنّ لا بأس يا أخي فجميعنا أخوتها ونرعاها
هي ليست فقط زوجة أخينا وصديقنا بل هي شقيقتنا الصغرى
اليوم ستضع زوجتك طفلتها الجميلة مع طفلة ابن عمك
ستكونان صديقتين، تم وضعهما في يومٍ واحدٍ وستكبران سويًا
اليوم أخي أُريدكَ أن تكون مطمئنًا وأن لا تخف على زوجتك
فهي في رعاية أخوتها ووالديها

كانت عبراتها تتساقط على صفحة وجهها وهي ترىٰ كلمات "حُـذيفة" التي لامست قلبها وجعلتها تبكي، فقد ذكرها بهِ الآن وجعلها تستسلم لرغبتها وتبكي، رأت التفاعلات تزداد على منشوره ما بين "أحببته" و "أحزنني" ثم رأت التعليقات تزداد ما بين المباركات والمواساة في فقدانه، ورأت حقًا "حُـذيفة" كما الغْوثِ لها وكما الأخ الأكبر لها وقد أمتنت إليه كثيرًا في هذه اللحظة.

أما عنهُ فهو كان يرىٰ التعليقات والتفاعلات وهو ينتظر ظهورها، فهو يعلم أنها شاهدت منشور "روزي" ثم يليه منشور "ليل" وشعر أنها تتألم كون زوجها ليس معها ولذلك تولى هو هذه المهمة حتى لا يجعلها تشعر بهذه الوحدة وكتب هذا المنشور الذي ظهر عند "شـريف" وبدأت التفاعلات تزداد عنده بالرمز "أحزنني"، فعل هذا علّه يخمد نيرانها ويُسعدها ولو قليلًا

احببتها ولكن ج7 "حرب الأعداء"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن