chapter 55

16 2 0
                                    

***



صوته الجميل أحدث صدىً صغيرًا.

لكن، وكأنه كان يغني في جوقة متداخلة، كان نفس الصوت يتردد قبل أن يختفي تمامًا...

"... ليست خيالات جيدة، لا."

ذلك الموقف منه جعلني أتذكر الساعات التي قضيتها أمام موقد المطبخ طيلة فترة الظهيرة، متعللةً بالاهتمام لأجله.

تركت قلقي جانبًا، وبدأت أتعامل مع المكونات بإحساسٍ حماسي، بعد غياب طويل.

كنت أختار المكونات وأنا أفكر بك، من سيعود ليعانقني كل مساء.

كنت أطبخ البط والسمك وأنا أتخيلك تقبّل جبيني.

أتذكر يديك القويتين وأنا أضع البطاطس المهروسة في الفرن.

كنت أتوقع أن يثير العشاء الذي أعددته ابتسامة على وجهك، كما عهدتك.

لكن كل تلك الآمال والأشواق تحولت إلى خيبة أمل في لحظة.

دون وعي مني، شعرت بكتفي يسقطان بانكسار.

"... أليس زوجي أنت؟"

"... لو كان هناك آخر قد طلب يدك أولاً، لكنتِ اتبعتِه بلهفة، أليس كذلك؟"

"... لا أعلم إن كنت سأتبعه بلهفة... "

كلمات غير جازمة، ورفض غامض.

كنت تعلم تمامًا كم أكره الكذب. ومع ذلك، لمحت ارتفاع حاجبيه بخفة.

شعرت بانزعاجه الواضح، لكنني لم أستطع إلا أن أضيف بحذر...

"... أعلم أنه لم يكن لدي الحق في رفض هذا الزواج."

كانت تلك الكلمات قد نُطِقت في إحدى ليالي الصيف الخفية، حتى مع جلالة الملك ذاته.

كلمات الملك ما زالت محفورة في قلبي مثل شفرة حادة.

كان يقول بأنني أعرف مكاني جيدًا، حتى لا يبقى مجال للتعاطف.

الآن، بعد نضوجي، أرى أن تلك الكلمات كانت مجرد مشاعر ملتهبة.

عند التفكير الآن، يبدو أن سبب عدم ارتياح الملك لزواجنا لم يكن مرتبطًا بك، بل بأخي.

بذلك الزواج، كأن الملك وضع رهينة إضافية بين يديّ الدوق.

"... إذًا الخلاصة أنك كنتِ ستتبعين أي شخص، أليس كذلك؟"

عاد حاجباه لمكانهما الطبيعي بعد ذلك التوتر.

أحيانًا، نحتاج إلى بعض الأكاذيب البيضاء، لكنني كعادتي، وبسبب صراحتي المفرطة، كنت أتوقع منه أن يغضب.

لكنه، على غير المتوقع، مال بجسده بارتياح إلى الوراء، مستندًا إلى الكرسي.

ثم قال جملة لم أتوقعها تمامًا...

اعترافات أميرة || مترجمةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن