chapter 56

12 3 0
                                    


***

كان متعجرفًا، يتحدث بثقة زائدة. كان يشعر بالفخر بنفسه، وغطرسته المكتسبة منذ الولادة أثارت حنقي، لذا اكتفيت بمراقبته بصمت.

أنا وهو كنا كذلك، متضادين.

نظرًا إلى سكوني، قام بإمساك ياقة قميصه بارتباك.

"لماذا تفعل ذلك؟"
"……."

شعرت بغصة في حلقي، ولم أستطع منع نفسي من الشعور بالحزن.

لم يكن كذلك.

ومع ذلك، فإن هذا الشعور الغريب الذي لم أتمكن من تسميته طغى على أنفاسي الثقيلة، مما جعلني أشعر بالحيرة والقلق.

كان شعور كرامتي المدمرة عاجزًا عن الاقتراب من هذا الضوء الساطع، وتظل خجولة وتختبئ في زاوية مظلمة، تحاول الاختباء بقلق.

لقد أدرك مباشرةً أن تصرفي غريب، فانتظرني بصبر.

بعد مرور بعض الوقت، تمكّنت من ترتيب أفكاري ومشاعري المتشابكة في رأسي وصدري.

أخيرًا، فتحت فمي لأتحدث بصوت خافت:

"أتمنى لو أستطيع أن أكون مثلك... واثقتا كما أنت، بلا تردد. أتمنى لو أستطيع أن أتحدث مثلك، هكذا."

"بما أننا زوجان، أليس من الطبيعي أن يكون بيننا حديثٌ بهذا الشكل؟"

أشحتُ بنظري خافضةً عينيّ. فوقعت نظرتي على الأطباق التي أعددتها اليوم من أجله.

كانت هذه الأمور القليلة التي أستطيع فعلها له، ففعلتها بكل إخلاص وتفانٍ.

لكن، في النهاية، كل هذه الأشياء...

تتحدث عني أنا، ككيانٍ خالٍ من لقب "الملكة"، هي أشياءٌ تصف الحقيقة العارية عن الزيف.

أنا الحقيقية، أنا الإنسانة...

"لأنها نابعة من الحب، فلا شيء مخجل، ولا تكون العفة هي الإجابة الوحيدة الصحيحة، أنا أفهم هذا في عقلي."

لكن لحظتا من السعادة القصيرة قد جلبت معها شبح الماضي الكئيب.

ذلك الذي لم أنساه قط، والذي ما زال يقيدني ويعيدني إلى الظلمة السحيقة. أشياء لم أخبر بها أحدًا من قبل وقفت على شفتي كالسيف.

...

"لكن يا مولاي، هل تعرف هذا؟"

... "تكلمي."

أخذت نفسًا عميقًا.

ضحكة استهزاء لا تُنسى ترددت في أذني...

"... عندما تصدر الفتيات الأرستقراطيات صوتًا أنفيًا لطيفًا، يُعتبر دلالًا جذابًا. ولكن عندما يُخلط صوتي برنينٍ أنفي بسبب البرد، يعتبرون ذلك سلوكًا وضيعا مني، وكأنني أبيع نفسي لجذب الرجال."

اعترافات أميرة || مترجمةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن