***
واجهته وجهاً لوجه، كان يبدو على وجهه ملامح قاسية.
أو ربما، في نفس الوقت، حزينة للغاية.
كانت ملامحه تشبه حيوانًا بريًا فقد شيئًا، يطلق أنينًا مؤلمًا.
حتى أنا، التي كنت أندمج ببطء مع زرقة البحر أمامي، وجدت نفسي في حيرة أمام هذا المشهد.
"ما الأمر؟"
"الآن..."
كانت كلماته قصيرة، قاسية، وكأنها أُلقيت في غضب.
بينما كنت أرمش غير مصدقة، تابع حديثه.
"ماذا كنتِ تحاولين أن تفعلي؟"
"فقط... كان البحر جميلاً..."
"هل تُجيدين السباحة؟ ماذا لو جرفتكِ الأمواج؟"
كما لو لتثبت كلماته، دفعتني موجة إلى الخلف.
جسدي، الذي غُمر نصفه في الماء، بدا وكأنه عالق في الفراغ، لا يستجيب لإرادتي.
لكنه بقي ثابتًا في مكانه، ممسكًا بي.
نظرت إليه بعينين مترقبتين، عيناه التقت بعينيّ.
وأخيرًا، تمكنت من فهم المشاعر التي كانت مختبئة في أعماق تلك النظرة.
كانت... قلقًا.
لقد كان قلقًا، بسبب كلماتي يوم أمس عندما قلت إنني أرغب في الموت غرقًا.
كان الأمر برمته يبدو وكأنه سوء تفاهم يمكن لأي شخص أن يقع فيه.
"لم أفكر في أي شيء آخر. فقط أردت أن أغمر قدمي في الماء، دون أن أدرك، وجدت نفسي هنا."
بعد أن قدمت له هذا التفسير، أطلق تنهيدة صغيرة.
ثم، دون أن يكترث للماء الذي يبلله، حملني بين ذراعيه.
"صاحب السمو."
"لو غفلتِ لحظة، يمكن أن تحدث كارثة هنا. هذا القبر الجميل ابتلع آلاف الأرواح."
تدلى رأسي قليلاً بينما كنت في حضنه.
"أنا آسفة."
"لا بأس، من الجيد أن الأمر كان مجرد سوء تفاهم."
كان صوته أكثر لينًا.
وبدأ يسير ببطء، مبتعدًا عن الشاطئ الجميل.
بينما كنت أتعلق بذراعيه، فكرت في ماضينا.
منذ بضعة أشهر فقط، لو حدث مثل هذا الأمر، لكنا رفعنا أصواتنا متجادلين، دون أن ندرك الحقيقة.
كنا نؤمن فقط بما رأيناه وسمعناه، دون أن نحاول التفكير في ما قد يكون خلف ذلك.
كنا نمزق بعضنا البعض بكلمات لاذعة.
أنت تقرأ
اعترافات أميرة || مترجمة
Romanceلذلك توسلت إليه أن يحقق أمنيتي الأخيرة. الوصف كامل بأول تشابتر ♡ #1 in تاريخي #1 in tragedy #1 in history #3 in novel بدأت: 30 / 10 / 2023 انتهت: