chapter 60

25 4 4
                                    


***

تحت ظلال مظلتي السوداء التي حتى هي كانت تشبهك، كانت دافئة وحنونة، تحميني من هذا المطر... من هذا العالم المثقل بالألم.

"إنه شيء أحبه."

"إذا كنتي تحبينه، فلماذا تبدو ملامحك حزينة إلى هذا الحد؟"

"لأنني أتذكر طفولتي."

تظاهرت باللامبالاة، وأنا أطمع بالمزيد من الزهور التي احتضنتها بين ذراعي.

لو فكرت في الأمر، ربما كنتَ تعرف تمامًا تظاهري هذا وتمثيلي المتكلف.

"أليس من الطبيعي أن يغرق أي شخص في الحزن عندما يتذكر طفولته؟"

"مطر." صوتك الحازم الذي ناداني كان مليئًا بالقلق.

كان مختلفًا تمامًا، تصرفك تغيّر كثيرًا عن السابق، لكن الآن فقط فهمت، فهمت أخيرًا أن المشاعر لم تتغير.

كان هناك ظلّ يغطيني، ولا شيء لدي سوى أن أترك نفسي تبتل بالمطر.

كنت محبوستا تمامًا داخل هذا الظل، لكنني مددت يدي إلى المطر المتساقط خارج المظلة.

فتناثرت الزهور الحزينة التي كانت في حضني مرة أخرى إلى الأرض.

زهور حمراء، بيضاء، زرقاء، وصفراء، تنتشر على الأرض بأنواع وألوان لا أعرف أسماءها.

لقد سقطت الزهور مرتين، كأنها قد رُفضت مرة أخرى بعد أن كانت سقطت من قبل، مرّةً من أبي ومرّةً من العالم.

"عندما أفكر في الأمر، يبدو أنني أحببت الأيام الممطرة كثيرًا."

أحببتُ ذلك مثلك.

نظرت بعيدًا عن الزهور المهملة دون ندم. لم أكن مهتمتا حقًا بالزهور منذ البداية، فقط كان عليّ القيام بشيء كهذا كي لا أفقد عقلي تمامًا.

الوقت يمر بشكل متساوٍ للجميع، لكنه لا يمسك بي حقًا.

وأنت، بعد أن أدركت عدم تقبلي لما أعيشه الآن، سألتني بهدوء:

"لماذا أحببتي ذلك؟"

"لأنها كانت الأيام التي كانت أمي تمكث بجانبي طويلاً، لذلك كانت جيدة."

تلك الذكريات الحزينة التي احتفظت بها مضت، وأصبحت في نهاية المطاف نسيانًا كاملًا يصنع ابتسامة.

هل أحببت حقًا الأيام الممطرة؟

لا أعلم.

ما الذي أحبه فعلًا؟ وما الذي أكرهه؟

حتى أنا لم أعد أعرف.

أصبحت أشبه بالدمية الروسية الفارغة "ماتريوشكا" 🪆، كان من المفترض أن تحتوي الدمية على أخرى في داخلها، لكن داخل الإنسان...

داخل هذه القشرة الفارغة، حيث لا يوجد إنسان حقيقي، فإنني كلما لامست السطح، يتردد صدى صوت أجوف.

اعترافات أميرة || مترجمةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن