chapter 59

14 2 0
                                    

***

"......"

تلك "الرسالة" جعلتني، أنا المعنيّ بها جزئيًا، أحرّك شفتيّ بصمت.

وعلى طرف الشفاه التي تتحرك بلا صوت، لم يتبقَّ سوى شعور ثقيل.

ربما أطلق "المستمع" تنهيدة عميقة. الشخص الذي قرأ بسرعة ارتباكي وجرحي، استدار مجددًا نحو "الناقل".

"ألم يكن كذلك أيضًا بالنسبة لك يا ناقل؟"

"نعم، كذلك. نجمتي ليست جميلة أبدًا."

" نعم، نجمتي ليست جميلة أبدًا، لكنني أتمكن من استخدام صوتي الأساسي بشكل جيد. أما سلفي فقد كان يستخدم الصوت المموه بشكل رائع."

كان صوته الجميل مرتعشًا، وكأن الدموع قد تنهمر في أي لحظة.

أردت أن أعبر عن الفارق، البسيط والجوهر الأساسي، في الموهبة بيننا.

لكن "المستمع" أضاف فقط تعليقًا هادئًا.

"أجل. هذا هو الأمر."

كأنه يقول لي ألا أقلق.

كأنه يقول لي ألا حاجة لذلك.

"كأن العالم يسير هكذا ببساطة، وكذلك نحن."

الشخص الذي كان يحمل كوب الشاي كان ينظر بعيدًا إلى مكان ما.

"رغم أننا ندعي أننا المختارون للمعزوفات، إلا أننا مجرد قطعة صغيرة من الكون."

كانت كلماته ككلمات الفيلسوف.

معقدة، ومن الصعب تقبلها بسهولة.


---

المسرحية التي أخذني "المستمع" لمشاهدتها كانت أوبرا عن الحب.

ومن وجهة نظري الحالية، كانت مجرد مأساة سيئة.

البطلان، صديقا الطفولة، وُلِدا في زمن متقارب ونشآ معًا، وكانا يقضيان كل أوقاتهما معًا.

حين تحولت الفتاة إلى شابة والشاب إلى رجل، وعدا بعضهما بالمستقبل.

لكن الحرب اندلعت فجأة، والتحق الرجل بالجيش.

كانت الحرب طويلة ومرهقة، والفتاة ظلت تنتظره بلا نهاية.

سمعت قريبًا خبر الانتصار، وبدأ الجنود يعودون واحدًا تلو الآخر، لكن الشاب لم يعد.

ورغم ذلك، انتظرت. آمنت بالوعد، آمنت بأنه لا يزال حيًا، وانتظرت بلا ملل.

لكن في النهاية، لم يعود سوى خبر وفاته.

الحيّ يجب أن يعيش، فتزوجت الفتاة برجل آخر بناءً على ضغط والديها.

وحين كان بطنها يبدأ بالانتفاخ مع قدوم طفل، عاد الشاب الذي وعدته بالزواج إلى القرية.

الرجل الذي أصيب بجروح كبيرة في الحرب واستعاد ذاكرته مؤخرًا بعد أن فقدها لوقت طويل.

التقى بالشابة التي أصبحت الآن زوجة لرجل آخر، وتمنى لها السعادة. كانت قصة عن حب لم يتحقق، قصة معتادة.

اعترافات أميرة || مترجمةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن