chapter 75

4 0 0
                                    

***

الدموع، كلما حاولت أن أكبتها، كانت تبلل وجنتيّ كأمطار لا تتوقف.

على الأقل، كان الأمر هكذا منذ أن نزلت عليَّ 'الرسالة'.

لأول مرة، أجد نفسي غارقة في البكاء بلا توقف، من دون أن أتمكن حتى من التفكير في الأيام القليلة المتبقية لي.

كان يجب أن أتوقف عن البكاء، كان يجب أن أمسح دموعي وأتطلع إلى الأمام.

لكن هناك أموراً لا تستجيب حتى لو حاولت مراراً.

الندم هو ما ظللت أعود إليه، نفس الندم كما كان دائماً.

لو أنني فقط أوليت اهتماماً أكبر، لو كنت شخصاً أفضل...

لما تعرضت والدتي لهذا الذل حتى بعد موتها.

ولكن، إنها مجرد افتراضات فارغة لا يمكن استعادتها بأي شكل.

ونتيجة لذلك، هذا الصباح لم أتمكن من فتح عيني بسبب الانتفاخ.

كان وجهي المنعكس في المرآة قبيحاً للغاية.

شعرت بالخجل من إظهار نفسي بهذا الشكل أمامك، أنت الذي تتمتع دوماً بالوقار.

لذلك، أثناء الفطور، خفضت رأسي تماماً.

حتى بعد أن قضيت الليلة وأنا أبكي بصمت، حتى بعد أن احتضنتني لتهدئتي، لم تقل شيئاً.

توقعت أن تسألني،

هل هدأتِ الآن؟

هل استقر حالك؟

لكنك لم تنطق بأي كلمة.

أحياناً، يكون الصمت هو أفضل ما يُقدم من مواساة، وكان هذا هو الحال الآن.

تصرفك جعلني أشعر بالراحة.

هذا هو الاهتمام الذي تملكه، والذي لا أستطيع أبداً أن أضاهيه.

وعندما كان الإفطار يوشك على الانتهاء، فجأة سألتني:

"بي."

"نعم؟"

"هل ستتركين والدتك هكذا؟"

شاهدت ظلك يتحرك أمامي، ويدك تلامس المنديل وتمسح شفتيك.

استغرقت لحظة لأجيب، بسبب المفاجأة.

"كيف اتركيها هكذا؟"

"القماش الذي يغطي جسد والدتك يبدو بارداً. ألا تعتقدين أنه من الأفضل توفير صندوق خاص لعظامها؟"

شعرت بالأسى، وتنهدت تنهدة صغيرة.

خفيضاً أملت رأسي أكثر نحو الأسفل.

كنت أحلم أن أنال لقب 'ابنة' من الملك، ولكن...

أفكر، ربما كنت ابنةً لا تستحق حتى أن تدعوها والدتي بذلك، تلك التي كانت تعتبرني شيئاً جميلاً.

اعترافات أميرة || مترجمةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن