chapter 79

3 0 0
                                    

***

39 يوماً. شهر وأسبوع ويومان.

نظرًا لضيق الوقت في الأصل، فقد خططنا جدولًا مكثفًا، لكن الوقت الذي قضيناه في العاصمة كان أقصر بكثير من المتوقع.

لقد كان الوصول أبكر مما كنا نتصوره بكثير.

ظننا أننا سنواجه البحر في وقت أقرب إلى الصيف، لكن على خلاف ذلك، كانت الفصول لا تزال على حافة الانتقال بين الربيع والصيف.

غير أن الهواء المسيطر هنا كان يحمل برودة،
على عكس الحرارة التي شعرنا بها في أماكن أخرى.

لا تزال هذه المنطقة أقرب إلى الربيع في شعورها.

أمسكت يدك وسرنا معًا على الشاطئ الرملي الممتد أمامنا، ننظر إلى جمال الطبيعة المحيطة.

وفي النهاية، جلسنا بشكل عفوي على الرمال،
ننظر إلى البحر الأزرق المائل إلى الأخضر الذي يمتد بلا نهاية.

عندما تحطم الموج على الرمال البيضاء، ترك أثراً بنيًا رطبًا خلفه.

كان صوت الأمواج التي تحتضن الرمال يبدو وكأنه أغنية، إيقاعها: "تشل تشل"، (صوت ارتطام امواج) احتواء لطيف يعانق العالم.

أدركت بجسدي تلك الحقيقة:
"إنها تأتي حقاً بهذا الصوت."

رائحة البحر المالحة، أصوات الناس الذين يأتون ويذهبون، صرخات طيور النورس، وأشعة الشمس المتراجعة وراء الأفق.

ذلك المشهد ذكرني بغروب آخر، في وقت ومكان مختلفين، حيث كان غسقاً رأيته ذات يوم.

ذلك الصيف الذي لن يعود، حيث كنتَ ملفوفاً في ضوء الشمس، بدا لي وكأن صدى ذلك الزمن ينبعث هنا.

بينما كنت أنظر إلى الغروب خلف البحر،
تذكرت الصباح المشرق الذي كان يضيء العالم ذات يوم في الصيف.

شعرت بأن هذين الظاهرتين الطبيعيتين المختلفتين متشابهتان للغاية.

"لذلك يُسمى غسقاً" قلت لنفسي، لأن اللحظة، رغم اختلافها في الزمن، يمكن وصفها بكلمة واحدة.

مثلما أن العيش والموت يحملان في النهاية معنى واحداً.

حتى لو اختفيت من هذا العالم،
فالشمس ستظل تضيء العالم إلى الأبد،
وتحمل معاني لا حصر لها، وتصطبغ البحر بألوانها.

كان البحر الأزرق المائل إلى الأخضر الذي رأيته لأول مرة بجماله رائعاً بشكل لا يُصدق.

"حقاً إنه مكان جميل، تماماً كما قالت السيدة. إنه كالجنة."

شعرت برهبة الطبيعة تتجاوز مجرد الجمال.

وأدركت كم أن الإنسان، في وجه هذا المشهد الشاسع، لا يُعدو أن يكون مجرد ذرة صغيرة.

اعترافات أميرة || مترجمةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن