chapter 78

16 0 0
                                    


***

#اليوم -45

.....

بعد يوم كامل من السفر، توقف القطار في مدينة سياحية شهيرة بالمملكة.

سمعنا إعلانًا ينبهنا بأننا سنتوقف هنا ليوم واحد، مما يعني أننا نستطيع التجول في المدينة وقضاء ليلة مريحة هنا.

وأضاف الإعلان أيضًا أننا سنستأنف الرحلة إلى وجهتنا النهائية دون توقف.

وكما أن نهاية حياتي محددة سلفاً، كذلك كان لهذه الرحلة محطات محددة. ومعه، نزلت من القطار، ونزلت إلى مدينة أزورها لأول مرة في حياتي.

كانت مدينة سياحية يعجّ بها الناس، لكن لا أحد يعرفنا هنا.

أمسكت بيدك، ومع كل خطوة شعرنا كأننا أصبحنا أناساً عاديين تماماً.

لا ملكاً ولا ملكة، لا أميرةً ولا "رائية".

ربما كان السبب في تمسكي بهذا الشعور هو أن أعباء تلك الألقاب ما زالت تخنقني وتقيدني.

بعد حجز الفندق، توجهنا إلى بعض المعالم السياحية هنا، مثل الحديقة الطيور المجاورة، ثم إلى الحديقة النباتية القريبة منها.

كانت مشاهد الطيور ذات الأجنحة الزاهية تحلق رائعة، لكن روائحها لم تكن كذلك.

وقفت الطيور الملونة على أيدي وأذرع الناس، ومع أنني غالبًا ما أستخدم زينة مصنوعة من الريش، إلا أنني تراجعت خطوة إلى الوراء وكأنني أفرّ هاربه.

"لماذا يستمتع الناس بهذا المكان؟"

تساءلت بيني وبين نفسي وأنا أراقبهم مبتسمين أثناء مشاهدتهم للطيور.

"ربما أكون شخصًا غريب الأطوار، فلا أصوات زقزقتها، ولا منظر أجنحتها الزاهية وهو يتفتح يمنحني أي إحساس."

لقد رأيتُ مشهد الطيور وهي تفر من الصيادين، وقد كان رائعاً؛ لكنني هنا لم أجد ذلك الجمال النابض بالحياة في هذه الطيور.

ناهيك عن تلك الرائحة الكريهة.

لم نستطع تحمّل الرائحة، وهربنا إلى الحديقة النباتية.

بمجرد أن تنفستُ هواءً نقيًا، شعرت براحة غامرة.

أمسكت بيدك وكأننا عاشقان عاديان نعيش اللحظة بسعادة.

مشينا بين النباتات غير المألوفة التي ملأت المكان.

ربما رأيتُ مثلها من قبل في مملكة والدتي، لكنني لم أهتم مطلقًا بتعلم أسمائها.

وفي أثناء تجوالنا، اكتشفت بيانو فضياً مهترئاً على الجانب الآخر من الحديقة، يحيط به عشب أخضر بدأ يميل إلى الرمادي.

توقفت في مكاني ووقفت مشدوهتاً أمام هذا الجمال المتداعي.

لم أتمكن من التعبير عن شعوري له، لكنه كان كما لو كنت ألتقي بحبيب قديم بعد فراق طويل.

اعترافات أميرة || مترجمةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن