#Icarus' POV
لم يكن علي انتظاره للبدء ، الطابع الممل الذي اخذته المحاضرات السابقة كان قد قل كثيراً هذه المرة ..
الجميع كان متحمساً نوعاً ما ، وفي الواقع لم يكن وجود -يوجين- ذلك او عدمه ليوقفني عن البدء ، لكنني قررت الانتظار لبضع دقائق .
كنت اعرف انه سيأتي ، من الغريب كيف يتصنع تعابيره ، لقد لاحظته منذ اول محاضرة .. لا شيء مما فعله كان -عفوياً- او طبيعياً ..
لكننا البشر مهتمون جداً بالشكل ! لو لم يكن يوجين هذا يملك ملامح ذهبية ، لاكتشف 90% من الناس على الاقل انه يخدعهم .
حتى عندما كان يتحدث بالهاتف ، نبرة صوته لم تكن صادقة !
المرة الوحيدة التي بدا لي صادقاً فيها هي عندما صرخ علي وخرج راكضاً من القاعة !
قطع حبل افكاري وجوده بجانب الباب مع شاب آخر بشعر بني طويل وكثيف بشكل لافت ، ملامحه هو الآخر كانت شبه ذهبيه .. عظم وجنتيه بارز قليلاً وكذلك عظام فكه .. كان جندياً او يملك عملاً متصلاً بمجال عسكري ، على الارجح طبيب عسكري ، كان هذا واضحاً من طريقة وقوفه التي لا يتقنها سوى جندي ، ونظرته الثابته بشكل هوسي ، لكنه حمل بعض رائحة المعقمات معه ، وجروح خفيفة على يديه ذوات الاظافر المقصوصة والمبالغ في نظافتها .. يد طبيب ، لكن جسد جندي .. حتماً طبيب عسكري! جراح تحديداً ..
نظرت ليوجين غير متفاجئ لقدومه ، توقعت ان يأتي ..
انتظرت ان يتحدث او ان يدخل لكنه بقي يقف بجانب الباب وينظر لي بتلك النظرة الكاذبة ، ابتسمت له بخفة وقلت : تفضل ، يمكنك الدخول .
ابتسم له الفتى بجانبه واشار له ان يدخل لكنه بقي متمسكاً به بجانب الباب ، وقف على اطراف اصابعه ليصل إلى اذن الشاب الآخر .. همس له بشيء لم ازعج نفسي بمحاولة معرفته فأومأ الآخر بلطف ..
انه يخدعه ، والآخر واقع في حبه تماماً !
نظرته وتوسع انسان عينه ، ابتسامته الحمقاء بالرغم من نظرته القوية الثابتة عندما كان ينظر نحوي ، تكاد رائحة الاكستوسين تنبعث منه وتصلني بحق الإله !
**الاكستوسين : هرمون الحب ، انسان العين هو البؤبؤ -النقطة السوداء اللي في وسط الدائره الملونه- **
بينما يوجين لم يتأثر ، بغض النظر عن هذه الابتسامة التي يضعها ، كانت عيناه جامدتان .. جامدتان تماماً ! لا شيء فيه تغير .. تنفسه لا يزال ثابتاً .. بينما صدر الشاب الآخر ينزل ويرتفع بهستيريه !
ليس فقط انه لا يحبه ، بل انه يكرهه ! لغة جسده كانت عدائية .. عدائية لدرجة غريبة ! ربما هذا غير واضح مطلقاً لأنه ينحني تماماً نحو الطبيب ..
لكن فقط بإطالة النظرات ، لغة جسده ، عينيه .. يحملان مقداراً من الحقد والغضب لا يحمله قاتل متسلسل !

أنت تقرأ
Athazagoraphobia
Romansa"آثازاجورا فوبيا " : الخوف من ان تَنسَى ، او الخوف من ان يتم نسيانك ، تجاهلك ، واستبدالك ..