Marcus' POV
"ماذا تفعل ! انتظر !"
صرخ بي من الخلف وهو قادم تجاهي بسرعة ، ويمسك الحقيبة السوداء بإحدى يديه ..
ابعدت يداي عن الرجل الذي كنت احاول مساعدته على الوقوف ، وركع هو بجانبه ثم قال "سينزف حتى الموت إذا حاولت اخراج العوارض من جسده ! نحتاج إلى مزيد من الضمادات وعلى الارجح سيارة اسعاف ."
كانت هناك طفلين ، وفتى مراهق يقف مرتعباً ، لذا لم يكن الوقت مناسباً فعلاً لمحاولة إنقاذ الرجل العجوز ولفت النظر للبقية .
"اتركه ، سنأخذ البقية .. وإذا استطعنا العودة له سنفعل ."
" لن اتركه ! انت اذهب وخذهم معك .. احضر الاسعاف وسأنتظر معه ." ركع بجانبه وهو يحاول صفع خديه بخفة ليبقى مستيقظاً ويتحدث معه .
"قلت تحرك !" وضعت السلاح على رأسه ليلتفت لي غير مهتم ويصفعه بعيداً ثم يقول وهو يعود للنظر نحو الرجل الذي بدأ يفقد وعيه "لن آتي بدونه ."
"هناك مئات ينتظرون المساعدة ، لن نقف بجانب رجل يحتضر ونتركهم !" قلت له وانا اسحب ذراعه ، بما انني ادركت ان محاولة اخافة شخص مثله لن تجدي على الإطلاق .
وقف ببطء معي ثم التفت لي وقال "سأعود له مجدداً ، يمكنني العودة وحدي إذا لم تكن تريد القدوم ."
"حسناً ، فقط تحرك ." اشرت للفتى ليمسك بيدي الطفلين معه ونتجه للخارج ، عندما سمعت اصوات اليونانيين .
بحركة تلقائية ، اتجه سلاحي لرأس آثوس وقلت له هامساً "إذا حاولت حتى لفت النظر لنا ستموت ."
صفع السلاح للمرة الثانية وقال باستهزاء "أليس من الواضح انني لم اعد اخاف من اسلحتك ؟"
"ادخل إلى المدفأة معهم ، سأخرج لأتحقق من الوضع ."
التفت للطفلين والفتى ، وكانوا بالفعل قد اختبأوا في المدفأة الحجرية ، التفت لي مجدداً وقال "لماذا لا تدخل معنا ؟"
"انه عملي ان احارب ، ثم انني ربما احقق امنيتك اخيراً ! ادخل ."
دفعت كتفه ليتحرك نحو المدفئة -بعد ان صفع يدي طبعاً- ، ثم يتوقف في منتصف الطريق ويلتفت لي مجدداً "سيكون الأمر اكثر أماناً للجميع إذا دخلت ."
"هل ستعلمني كيف اؤدي عملي ؟"
"لا ، احاول تعليمك كيف تكون انساناً سوياً وتتوقف عن قتل الآخرين !"
اتوقف عن قتل الآخرين ، وكأنه يحاول ان يكون ملاكاً !!
كلامنا لم يكن مفهوماً على الارجح للأطفال والفتى ، لأنه كان يتحدث باليونانية وانا بالألمانية -كلينا يفهم اللغتين- ..
استغللت انهم لا يفهمون اليونانية وقلت له بصوت منخفض "لا تنس انني اسقطت طائرتك الحربية من فوق بيوت المزارعين ، ولو تركتك لكنت قتلتهم على الارجح .. لا تحدثني عن الانسانية !"

أنت تقرأ
Athazagoraphobia
Romance"آثازاجورا فوبيا " : الخوف من ان تَنسَى ، او الخوف من ان يتم نسيانك ، تجاهلك ، واستبدالك ..