Chapter.37

14.4K 819 1.4K
                                    

Athos' POV

"معك ؟ أجل .. لكن مع والدك ؟ لا !" 

قال وهو يسند رأسه على كفيه ، وبقدر ما كان وجوده بهذا القرب مخيفاً إلا انني اردت الوقوف للكمه ، ولم يكن الخوف هو ما اوقفني ، بل الامتنان .

"أنت لا تعرف والدي !" لم اتحكم بارتفاع نبرة صوتي في نهاية الجملة ، ليهز رأسه هو ويجيب بسخرية " اسمح لي بقول هذا .. لكن انت من لايعرف والدك !"

"انا من امامك الآن وليس هو! لا تتحدث عنه .." قلت لأهدئ نفسي وليس فقط لأسكته ، لكنه أجاب بانفعال "حتى كون ذلك المجرم ميتاً لا يغفر له ما فعله ! وكأن كونك ابنه لا يكفي لتدافـ...." لم اتحمل كلماته أكثر من هذا ، لا يهم ماذا كان والدي او ما فعله .. المهم ان شخص كهذا لا يحق له قول كلمة واحدة !

وقفت لأمسك بياقته مع ان يداي مقيدتان وقلت له وانا اضغط على اسناني لأمنع نفسي من لكمه : لا تتجرأ وتتحدث عن والدي ! وكأنك لست مجرماً مثله ! 

"أنا جندي، إنه عملي ان ادافع عن وطني ! لكنني لست سفاحاً مثل والدك !! " لم يحاول ابعادي عنه ،وقاله بثقة كبيرة ، وكأن كونه جندي يبرر له قتل المدنيين ! 

عندما كان ابي يحارب .. كان يحارب جنوداً ، يعرفون أنهم قد يموتون في أي لحظة ، لم يهاجم مدنياً ! لكنه مات في وسط أثينا ، ليس كجنرال .. بل كمدني عادي !

 "وأبي كان يدافع عن اليونان ! هل هذا يعطيك الحق لقتله بينما انت مثله تماماً !" . 

"أنا قتلته ؟هل تعرف كيف مات والدك حتى !" ابتلعت الصخور في حلقي ، وتجاهلت ان ساقاي عادتا ضعيفتان .. كنت مختنقاً لدرجة غريبة ! 

"هذا يكفي ، ابتعد عنه ." 

قال لي الرجل على الكرسي وهو يحاول سحب يداي عن ياقة ماركوس ، ابعدت يداي وعدت للجلوس مجدداً وانا اقبضهما لكي اخفي ارتجافهما . 

كنت اعرف ان ابي قتل العشرات -إذا لم يكن المئات- ، لكن هذا لايبرر قتله ! لا يهم كم يبدو هذا غير منطقي ، لكن .. انه ابي !

"لقد مات بصواريخكم ، كان يتحدث معي وانتم فقط قمتم بإنهاء حياته في لحظة ! لقد قتلتم مئات المواطنين البريئين ووالدي كان واحداً منهم ! ثم تخبرني انه مجرم لأنه كان يدافع عن وطنه ! إذاً ماذا تكون انت ؟ شيطان !"

كان حلقي يتمزق في نهاية الجملة ، لم يكن الصراخ مرتفعاً حتى إلى هذا الحد .. لكن الدموع قامت بمهمتها جيداً جداً لتحرق عيناي وحلقي .. وحتى رئتاي بطريقة ما !

"أجل ، شيطان !" كان صوته يشبه الفحيح عندما قالها ، ابتسمت بسخرية وانا امنع دموعي من النزول وانظر بعيداً عن وجهه .. الألمان ، مخلوقات بلا قلب ، ويفتخرون بالأمر !

"على أي حال، هذا ليس ما اردت التحدث معك عنه.." قال وقد استعاد بعض هدوئه ، واستعدت انا ايضاً هدوئي ظاهرياً ، لكن من داخلي كنت اتمنى ان يقع فقط بين يداي ، لأجعله يأخذ فكرة عن الجحيم الذي سيذهب إليه بعد ان اقتله ! لم اكن مهتماً الآن بأنه كان يملك ابناً ، لا آبه لو كانت ألمانيا كله أبنائه ، كنت اريد قتله اكثر مما اردت من ابي ان يعود إلى الحياة !

Athazagoraphobiaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن