Athos' POV
"معك ؟ أجل .. لكن مع والدك ؟ لا !"
قال وهو يسند رأسه على كفيه ، وبقدر ما كان وجوده بهذا القرب مخيفاً إلا انني اردت الوقوف للكمه ، ولم يكن الخوف هو ما اوقفني ، بل الامتنان .
"أنت لا تعرف والدي !" لم اتحكم بارتفاع نبرة صوتي في نهاية الجملة ، ليهز رأسه هو ويجيب بسخرية " اسمح لي بقول هذا .. لكن انت من لايعرف والدك !"
"انا من امامك الآن وليس هو! لا تتحدث عنه .." قلت لأهدئ نفسي وليس فقط لأسكته ، لكنه أجاب بانفعال "حتى كون ذلك المجرم ميتاً لا يغفر له ما فعله ! وكأن كونك ابنه لا يكفي لتدافـ...." لم اتحمل كلماته أكثر من هذا ، لا يهم ماذا كان والدي او ما فعله .. المهم ان شخص كهذا لا يحق له قول كلمة واحدة !
وقفت لأمسك بياقته مع ان يداي مقيدتان وقلت له وانا اضغط على اسناني لأمنع نفسي من لكمه : لا تتجرأ وتتحدث عن والدي ! وكأنك لست مجرماً مثله !
"أنا جندي، إنه عملي ان ادافع عن وطني ! لكنني لست سفاحاً مثل والدك !! " لم يحاول ابعادي عنه ،وقاله بثقة كبيرة ، وكأن كونه جندي يبرر له قتل المدنيين !
عندما كان ابي يحارب .. كان يحارب جنوداً ، يعرفون أنهم قد يموتون في أي لحظة ، لم يهاجم مدنياً ! لكنه مات في وسط أثينا ، ليس كجنرال .. بل كمدني عادي !
"وأبي كان يدافع عن اليونان ! هل هذا يعطيك الحق لقتله بينما انت مثله تماماً !" .
"أنا قتلته ؟هل تعرف كيف مات والدك حتى !" ابتلعت الصخور في حلقي ، وتجاهلت ان ساقاي عادتا ضعيفتان .. كنت مختنقاً لدرجة غريبة !
"هذا يكفي ، ابتعد عنه ."
قال لي الرجل على الكرسي وهو يحاول سحب يداي عن ياقة ماركوس ، ابعدت يداي وعدت للجلوس مجدداً وانا اقبضهما لكي اخفي ارتجافهما .
كنت اعرف ان ابي قتل العشرات -إذا لم يكن المئات- ، لكن هذا لايبرر قتله ! لا يهم كم يبدو هذا غير منطقي ، لكن .. انه ابي !
"لقد مات بصواريخكم ، كان يتحدث معي وانتم فقط قمتم بإنهاء حياته في لحظة ! لقد قتلتم مئات المواطنين البريئين ووالدي كان واحداً منهم ! ثم تخبرني انه مجرم لأنه كان يدافع عن وطنه ! إذاً ماذا تكون انت ؟ شيطان !"
كان حلقي يتمزق في نهاية الجملة ، لم يكن الصراخ مرتفعاً حتى إلى هذا الحد .. لكن الدموع قامت بمهمتها جيداً جداً لتحرق عيناي وحلقي .. وحتى رئتاي بطريقة ما !
"أجل ، شيطان !" كان صوته يشبه الفحيح عندما قالها ، ابتسمت بسخرية وانا امنع دموعي من النزول وانظر بعيداً عن وجهه .. الألمان ، مخلوقات بلا قلب ، ويفتخرون بالأمر !
"على أي حال، هذا ليس ما اردت التحدث معك عنه.." قال وقد استعاد بعض هدوئه ، واستعدت انا ايضاً هدوئي ظاهرياً ، لكن من داخلي كنت اتمنى ان يقع فقط بين يداي ، لأجعله يأخذ فكرة عن الجحيم الذي سيذهب إليه بعد ان اقتله ! لم اكن مهتماً الآن بأنه كان يملك ابناً ، لا آبه لو كانت ألمانيا كله أبنائه ، كنت اريد قتله اكثر مما اردت من ابي ان يعود إلى الحياة !
أنت تقرأ
Athazagoraphobia
Romansa"آثازاجورا فوبيا " : الخوف من ان تَنسَى ، او الخوف من ان يتم نسيانك ، تجاهلك ، واستبدالك ..